ضمن الأنشطة الثقافية التي ينظمها قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، ألقى الدكتور عبدالرحمن العناد، عضو مجلس الشورى، وعضو الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بالمملكة، محاضرة حول مفاهيم حقوق الإنسان، وخاصة مفهوم حرية التعبير، وما يتعلق بالإعلام والصحافة في هذا السياق. تحدث في البداية عن أقسام حقوق الإنسان، حيث تنقسم إلى الحقوق الطبيعية، والحقوق المدنية، والحقوق الاجتماعية والثقافية، والحقوق السياسية، وأن حق التعبير يأتي ضمن الحقوق السياسية، ونعني به الحرية في التعبير عن الأفكار والآراء عن طريق الكلام أو الكتابة أو الأعمال الفنية دون قيود حكومية، ودون أن تتعارض مع القوانين السائدة في البلد. وأضاف العناد ان مفهوم "حرية التعبير" يتداخل مع عدة مفاهيم وقضايا، ومنها التداخل اللغوي بين حرية التعبير وحرية الرأي وكيف انها تؤخذ كمترادفات، مع أن حرية الرأي مكفولة ولا تحد، بينما الإشكالية في حرية التعبير عن هذا الرأي، وهنا مدار القيود. كما تحدث عن التداخل بين حرية التعبير والحق في الاطلاع على المعلومات التي تهم المواطنين وتؤثر في حياتهم، وكذلك على العلاقة بين حرية التعبير وحرية الصحافة، حيث يمكن القول بأن مستويات حرية التعبير متفاوتة، والمؤشر عليها هو مدى حرية وسائل الإعلام. ثم تحدث عن تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود للحريات الإعلامية، حيث تشير إلى تقدم الدول الاسكندنافية، كأيسلندا والنرويج والسويد والدنمارك، وتراجع دول ككوريا الشمالية، والصين، وبعض الدول العربية والأفريقية، وساق في هذا الإطار نماذج من تفاوت حريات التعبير، حيث تجرّم القوانين الفرنسية إنكار الإبادات الجماعية والعنصرية العرقية، بينما لا تجرمها القوانين الأمريكية، وأضاف العناد أنه - وحسب منظمة مراسلون بلا حدود - يعيش ثلث سكان العالم في دول لا تعطي ضمانات لحرية التعبير. ثم تحدث الدكتور العناد عن موضوع حقوق الإنسان في السعودية، وأنه يأتي ضمن مصادقة المملكة على الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وتوقيع المعاهدة الخاصة بالحقوق المدنية، وكذلك ضمن التزامها بالميثاق العربي لحقوق الإنسان، وأضاف في حديثه عن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان، بأنها تملك سلطة معنوية عبر مخاطبتها المسؤول وعبر إعلان موقفها من الانتهاكات التي تحدث.