قادت النتائج المخيبة التي حصدها المنتخب السعودي في نهائيات أمم آسيا الحالية المقامة في الدوحة حتى ال29 من يناير الجاري كثيراً من وسائل الإعلام والمراقبين للزج بالمنتخب في أسوأ المقارنات عبر تاريخ البطولة، حتى بات البعض يربط بينه وبين المنتخب الهندي الذي كانت بطولة الدوحة هي الثانية له في النهايات القارية بعد بطولة 1984، على الرغم من الفارق الشاسع بين البلدين لجهة ضعف الدوري الهندي والافتقاد للبنية التحتية. وأدت النتائج السلبية إلى صرف الرغبة عن التعاقد أو حتى التفكير باللاعب السعودي كمرشح محتمل للاحتراف الخارجي، وهو مؤشر زاد من مرارة الخروج، كما زاده كذلك أن أي لاعب سعودي لم ينجح في لفت الأنظار إليه، خلاف المنتخب الهندي الذي نال بعض لاعبيه ألقاباً إعلامية نتيجة لاجتهاداتهم في الميدان، على الرغم من محدودية تجاربهم، فانتزع حارس المنتخب الهندي سوبراتا بول لقب النجم الأول لمنتخب بلاده خلال مشاركته في البطولة، وتمكن من فرض نفسه على مستوى النجومية الإعلامية في أروقة البطولة، على الرغم من اهتزاز شباكه 13 مرة في 3 مباريات خسرتها الهند أمام أستراليا والبحرين وكوريا الجنوبية، حيث أطلقت عليه الصحافة الكورية لقب "سبايدر مان" لتصديه ل16 تسديدة من بين 20 محاولة على مرماه، كما نجح في منع أكثر من كرة خطيرة خلال مواجهة المنتخبين في ختام جولات الدور الأول والتي انتهت لمصلحة كوريا الجنوبية 4/ 1. ولكن لقب "سبايدر مان" لم يعجب الحارس الهندي حيث قال لصحيفة "إنديا تايمز" بعد عودته إلى الهند "علمت أن الصحف الكورية الجنوبية شبهتني بسبايدر مان الذي يجيد القفز بين الأبنية، ويتسلق الجدران، وهو لقب أرفضه على الرغم من أنه يحمل إشادة بما قدمته خلال المباراة، أنا مجرد حارس في بداية الطريق، وأرغب في تعلم مزيد، بالطبع أشعر بسعادة بالغة لأنني ساهمت في خروج منتخب بلادي بهزائم وعدد أهداف أقل مما كان يتوقعه البعض". والحسنة الوحيدة لإخفاق المنتخب السعودي وفشله في تجاوز منتخبات مجموعته الثانية (سورية والأردن واليابان) كانت في ابتعاد السماسرة عن ترويج بضاعتهم على حساب اللاعبين بعدما كان الإعلام يصدق تلك العروض الأجنبية للاعبي المنتخب السعودي الذين عرفوا حجمهم الطبيعي في هذه البطولة. وبخلاف ذلك فإن الأوزبكي عادل أحمدوف والأسترالي مايل جيديناك كانا أكثر اللاعبين استقطاباً لاهتمام السماسرة، حيث أشارات صحيفة "مترو" اللندنية إلى أن المدير الفني لتوتنهام هاري ريدناب يراقب جيديناك عن كثب، وهو من أشد المعجبين بأداء اللاعب الأسترالي الذي يتمتع بالقوة وطول القامة، والانضباط، والقدرة الفائقة على تنفيذ توجيهات المدربين. ولكون الخسائر وغياب المستويات يتسبب في هبوط بورصة اللاعبين في السوق الكروية والانتقالات الاحترافية، فإن مراسل وكالة الأنباء الإنجليزية كاري روسي, يرى أن البورصة الآسيوية مازالت محافظة على توازنها فيما يخص منتخبات شرق آسيا وتحديدا منتخب كوريا الجنوبية، ويقول "هناك 4 لاعبين من كوريا الجنوبية يقدمون الاحتراف بثبات في إنجلترا وهم خير سفراء لبلادهم, إلى جانب اللاعبين اليابانيين الذين وصلوا للقارة الأوروبية نتيجة لمحافظتهم على القيمة الاحترافية". وفيما يخص الجانب السعودي، قال "فأجا المنتخب السعودي الجميع في نهائيات كأس أمم آسيا الحالية بعدما كان مرشحاً للقب القاري, والهدف الوحيد الذي سجله في مرمى المنتخب السوري في بداية البطولة لا يشعرنا بفرض قيمة معينة لبورصة اللاعب السعودي الذي تفوق عليه المنتخب الهندي في التسجيل".