«لم تكن في حالتها الطبيعية بعد استيقاظها من النوم، فمن المعتاد أن تمارس الرياضة قبل وجبة الإفطار لكنها لم تفعل، وقبل أن أستفسر منها ذكرت لي بأنها منهكة من رياضة المشي هذا الصباح، وهي للتو قد استيقظت من نومها، ولم تمارس رياضتها!. شعرت بالتوتر، متى؟ وكيف؟ وأين ؟ تلك الاستفهامات جاءت على لسان أم سارا التي تصف حالة ابنتها، دون أن تعلم أن ابنتها تعرضت لحلم مزدوج، أو الحلم داخل الحلم.
استيقاظ كاذب تقول الأخصائية النفسية هيفاء تركي القصير ل»الوطن» «النوم عملية فسيولوجية ونفسية شبيهة باليقظة، ولما كان الجسد الإنسانيّ هو ذاته في حالتيّ النّوم واليقظة، فإن ضرورة النّوم وأهميته تعادلان ضرورة اليقظة وأهميتها». وعن الحالة السابقة قالت «يحدث أحياناً أن تستيقظ من نومك، وتمارس نشاطاتك اليوميّة، لتجد نفسك تستيقظ من جديد!». وعرفت القصير تلك الحالة علميا بما يسمى ب»الاستيقاظ الكاذب»، وهو «حالة قوية من الإقناع بالحلم، أي أن يتعرض النائم لحلم مقنع عميق عن الاستيقاظ من النوم، في حين أن الحالم لا يزال في الواقع مستغرقاً في النوم». أنواعه أردفت القصير أن الاستيقاظ الكاذب يتكون من نوعين، فمنه ما هو شائع، ومنه ما هو منتشر بدرجة أقل. وعن النوع الأول، قالت «عندما يخيل للحالم بالاستيقاظ في محيطٍ يظنّ أنّه واقعيّ إلّا أنّه ليس كذلك». أما الأقل شيوعا فهو «عندما يخيل للحالم بالاستيقاظ كما وكأنّه بالواقع ولكن يصاحبه القلق أو التّوتر مع العلم بأن المحيط الذي يكون فيه يبدو طبيعيّاً في البداية، فيبدأ باستغرابه بالتدريج، وأحيانا يسمع أصواتاً أو يرى حركات ليست بطبيعيّة أو عادية، أو يمكن له أن يصحو مباشرةً ليجد نفسه في جو هائج متوتر ومشوش».
حلم داخل الحلم عن كيفية حدوث الحلم داخل الحلم، قالت القصير «هذا النوع من الاستيقاظ يحدث عندما يصادف النائم حلماً داخل حلمه، وبطبيعة الحال عند حدوث عمليّة الاستيقاظ يعتقد الحالم مباشرةً أنّه انتقل من عالم الأحلام إلى عالم الواقع». وتابعت «عادةً ما يحلم الفرد بعد الاستيقاظ الكاذب بأنه يؤدّي أعماله ونشاطاته اليوميّة لذلك يتّسم هذا النّوع من الأحلام بالمقنع». أعراضه أهم أعراض الاستيقاظ الكاذب «غير الواقعية والتكرار»، ووضحت «في الاستيقاظ الكاذب يمكن أن تصبح جوانب معيّنةً من الحياة غريبة أو درامية، مثل أن تبدو بعض الأمور خاطئةً، أو ليست على طبيعتها المعتادة، وشبهت ذلك بعدم القدرة على الكلام أو مواجهة صعوبةٍ في القراءة مثلا». وفيما يتعلق بالتكرار بيّنت القصير أنه يمكن للشخص النائم أن يتعرض لأكثر من عملية استيقاظ كاذب أو وهمي، وذلك خلال الحلم الواحد، وعللت «العقل يستمر في الحلم بعد الاستيقاظ الكاذب، وقد يحلم الشخص بحلم داخل الحلم بأنه أنجز بعض مهامة اليومية، وفجأة يستيقظ من نومة ويغادر سريره ويمارس نشاطاته اليومية، ثم يصحو مجدداً، وهكذا تتم عملية التكرار بينما هو في الحقيقة يحلم».
تشابه الظواهر ليس مصادفة ويرى عالم النفس ماكريري أن تشابه الظواهر ليس مصادفة، بل إنه ينتج من حقيقة أن كلتا الظاهرتين -النوع الثاني من الاستيقاظ الكاذب والتجربة الوهمية الأولية- تعدان من ظواهر النوم. ويرى أيضا أن التجربة الوهمية الأولية، مثل غيرها من الظواهر مثل الذهان والهلوسة، تمثل تدخلا في عمليات الوعي في المرحلة الأولى من النوم. ويعتقد ماكريري أن السبب وراء هذه التدخلات هو سبب ذهاني في حالة من فرط الإثارة. من أسباب الحلم المزدوج العزلة عن الآخرين إحساس الشّخص بكونه منفصلا عن مشاعره الدّاخليّة الصّدمات النّفسيّة