سيطر موضوعا التدوين ومواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت على أجواء منتدى الجزيرة الدولي لمستقبل صحافة الإنترنت وحرية الرأي، الذي استمر لمدة يومين، وتنتهي فعالياته اليوم، ويشهد حضور شخصيات ومؤسسات عربية وغربية في الإعلام، حيث اعترف اختصاصيون بتميز هذه المواقع في تغطية الأحداث، خاصة الاحتجاجات الشعبية التي وقعت في تونس مؤخرا. الخطابات الرئيسية للمتحدثين الرسميين، غابت عنها "الدبلوماسية العامة"، فكلمة مدير عام شبكة "الجزيرة" الفضائية وضاح خنفر، جاءت متسقة وفي خانة الاعتراف أيضا، مؤكدا أن تغطية القنوات الفضائية الاحترافية بما فيها "الجزيرة" ما كانت لتتم لولا تغطية "شبكات الإعلام الاجتماعي من المدونات وموقع "فيسبوك"، و"تويتر" للحدث التونسي". وأشار عميد كلية الصحافة بجامعة نورث ويسترن ريتشارد روث إلى أن "عشرة ملايين هاتف نقال كانت تنقل الأحداث لحظة بلحظة لما يجري في تونس، حيث استفادت وسائل الإعلام من تلك اللقطات". المدون التونسي سامي غربية روى ل"الوطن" تجربته الشخصية مع عدد من زملائه في نقل أحداث الشارع التونسي والاحتجاجات الشعبية من أكثر من منطقة على مستوى البلاد عبر موقعي "فيسبوك" و"تويتر"، موضحا "أن ذلك الرصد أمد مواقع التلفزة الإخبارية، التي كان لها دور واضح في تحريك الشارع وضخامة ردة فعله". المدونون العرب من الشباب تواجدوا بقوة "تصريحاتهم وآرائهم" التي علت في المنتدى، وفجروا من خلالها "نقاشات ساخنة" مع زملائهم من الصحفيين، معبرين "عن تفوقهم في إحراج الإعلام التقليدي في أكثر من منطقة ومجال"، وانتقل هذا الجدل على مستوى المنصة الرئيسية في الحديث، حيث أكد رئيس تحرير العربية.نت داود الشريان، على "اندثار الصحافة المطبوعة خلال الخمس السنوات المقبلة"، مستندا إلى أن 60% من سكان العالم العربي هم دون 25 عاما، وأنهم غير مرتبطين بثقافة الصحافة المطبوعة ومنهجها. فيما اختلف مساعد مدير تحرير الجزيرة.نت عثمان كباشي مع الشريان ومجموع المدونين وقال ل"الوطن": ليس هناك تناقض بين وسائل الإعلام التقليدية والإعلام الجديد، ويجب علينا تفعيل عنصر التكامل، مستشهدا بأحداث تونس، ووثائق ويكيليكس قائلا "لولا الإعلام التقليدي لما تم إبراز تلك الأحداث، لأنهم يعرفون جيداَ ما يمكن أن تفعله تلك الوسائل من التأثير على الجماهير". من جهتها أيدت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة الدكتورة عواطف عبدالرحمن ما ذهب إليه كباشي من أن "لكل وسيلة إعلامية خصائصها التي تتكامل بها مع شقيقاتها من الوسائل الأخرى". الحقوقيون أيضا كان لهم حضور فاعل بالمنتدى، وأوضح مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان جمال عيد أن "أدوات الإعلام الجديد رفعت من الوعي الحقوقي للإنسان العربي كثيرا، وساهمت في تنشيط المؤسسات الحقوقية لرصد الاضطهادات التي يتعرض لها المواطن العربي".