فيما أعلن عدد من الدول العربية منها ليبيا وعمان والجزائر وسورية أن يوم الخميس الموافق 17 مايو سيكون أول أيام شهر رمضان المبارك بناء على الحساب الفلكي، مبررة ذلك باستحالة رؤية الهلال يوم الثلاثاء 15 مايو، لا يزال ملف التقويم الهجري الإسلامي الموحد عالقا منذ 10 سنوات، حيث سبق أن ناقشت منظمة التعاون الإسلامي هذه المسألة عام 2008، ومنذ ذلك الوقت لم تتوصل المنظمة إلى أي قرار بخصوص توحيد التقويم الهجري في جميع الدول الإسلامية، بحيث تتوحد مناسبات وأعياد المسلمين. أما تركيا فقد أعلنت الأربعاء بداية رمضان مستندة في ذلك على حساباتها الفلكية. 5 طرق لإعلان دخول الشهر الفضيل ومع قرب دخول شهر رمضان المبارك من كل عام، يعود في الأوساط العربية والإسلامية الجدل حول الإعلان عن دخول شهر الصوم، حتى في بعض الدول المتقاربة جغرافيا، حيث توجد 5 طرق متبعة للإعلان بداية شهر رمضان تختلف من بلاد إلى أخرى، فبعض الدول تعتمد على الرؤية مثل المملكة العربية السعودية وبعض الدول العربية والإسلامية، فيما تكتفي دول أخرى بالحساب الفلكي فقط مثل سلطة عمان وليبيا وسورية، في وقت توجد دول تجمع بين الحسابات الفلكية والرؤية مثل مصر، بينما تعتمد الأردن على اتحاد المطالع، فإذا ثبت رؤية هلال رمضان في دولة تشترك معها في جزء كبير من الليل فإنها تتبعها عملا باتحاد المطالع، بينما يخالف غالبية أتباع المذهب الشيعي دولهم ويبدؤون صيامهم وفقا لإعلان المرجعية الشيعية في إيران والعراق. تحري رؤية الهلال في السعودية دعت المحكمة العليا أمس إلى تحري رؤية هلال شهر رمضان المبارك، مساء غد الثلاثاء الموافق 29 شعبان 1439، وإبلاغ أقرب محكمة ممن يراه بالعين المجردة أو بواسطة المناظير. وقالت المحكمة إنها ترجو ممن يرى الهلال بالعين المجردة أو بواسطة المناظير إبلاغ أقرب محكمة إليه، وتسجيل شهادته لديها أو الاتصال بأقرب مركز لمساعدته في الوصول إلى أقرب محكمة. شهر شعبان وفقا للحسابات الفلكية قال عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء الدكتور خالد الزعاق، إن الحسابات الفلكية تشير إلى أن عدة شهر شعبان ستكتمل ثلاثين يوما، وسيكون الخميس 17 مايو غرة شهر رمضان، وأن عدة الشهر الفضيل تسعة وعشرون يوما، والجمعة 15 يونيو أول أيام عيد الفطر، مشيرا إلى أن جل العالم الإسلامي سيتفق على هذه المواعيد. كما وافق عضو لجنة تسمية الحالات المناخية المميزة زياد الجهني على توقعات الزعاق، وأشار إلى أن شعبان سيكون 30 يوما، وأول أيام رمضان هو يوم الخميس 17 مايو، وسيكون رمضان ناقصا ب29 يوما، والعيد يوافق يوم الجمعة 15 يونيو. واعتبر «الجهني» أن رمضان القادم بأكمله يقع في فصل الربيع، وهو أول رمضان يخرج من الصيف تماما بكامل أيامه ولياليه منذ أعوام طويلة. المنيع: نعتبر علم الفلك في النفي دون الإثبات يرى عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن منيع أن علم الفلك أصبح علما دقيقا يستعان به، وبالتالي إذا قال إن الهلال غرب قبل الشمس، فينبغي ألا يسمح بترائي الهلال، حيث رأى بعضهم أن هذا الكلام يحتاج إلى توثيق أكثر. وأضاف المنيع: «نحن الآن معشر علم الشرعيين نعتبر علم الفلك، لكن نعتبره في النفي دون الإثبات، فإذا قال علم الفلك لا يمكن أن يرى لأن القمر غاب قبل الشمس فهذا صحيح، ولا يمكن أن تقبل رؤية مهما كانت الرؤية عددا أو نحو ذلك، لأن هذا لم ينفك عما يكذبها، فبناء على هذا يجب إبطال هذه الرؤية». رؤية هلال رمضان مستحيلة أوضح الباحث الفلكي وعضو الاتحاد العربي لعلوم الفلك والفضاء ملهم محمد هندي ل«الوطن» أن رؤية هلال شهر رمضان هذا العام لن تكون ممكنة في أي منطقة من مناطق المملكة، وذلك بسبب غروب القمر قبل الشمس يوم غد الثلاثاء كما في المنطقة الشرقية، وغروب القمر بالتزامن مع الشمس كما سيحدث في المنطقة الوسطى، وغروب القمر بعد الشمس مباشرة كما سيحدث في المنطقتين الغربية والجنوبية، لذلك تستحيل رؤية هلال رمضان هذا العام يوم الترائي من أي منطقة كانت. التقويم الهجري الموحد لا تزال مسألة هذا التقويم عالقة منذ عام 2008، ولم يصدر بشأنها أي قرار رسمي بين الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، التي تبحث اليوم وغدا في العاصمة السنغالية داكار، مشروع قرار بشأن إجراءات تنفيذ التقويم الهجري الموحّد، إذ سبق أن أعيد النقاش في هذا التقويم عام 2016 في العاصمة التركية، وذلك لوضع تقويم موحد يبرز وحدة المسلمين في المناسبات والأعياد، لكن لم تصل كافة الدول إلى اتفاق في هذا الشأن حتى الآن. وقالت المنظمة في بيان أمس إنهم سيبحثون خلال الاجتماع مشروع قرار بشأن إجراءات تنفيذ التقويم الهجري الموحد، وإن «الجهات المعنية داخل المنظمة عقدت عدة اجتماعات في هذا الشأن، وخلصت إلى ضرورة الاعتماد على الرؤية والاستئناس بالحساب الفلكي واعتماد المراصد ومراعاة الحقائق العلمية والحسابات الفلكية الثابتة والدقيقة». ولفتت المنظمة إلى أن «المشروع يستند إلى عدة قرارات سابقة تدعم دار الإفتاء في تنفيذ مشروع تصنيع القمر الصناعي الإسلامي بالتعاون مع جامعة القاهرة ومركز الدراسات والاستشارات الفضائية في مصر». ميلاد الهلال بين الفلكيين والشرعيين الهلال له ميلاد عند الفلكيين يختلف عن ميلاده عند الشرعيين، وهذا يحدث فجوة بين المفهومين. فهناك ما يسمى بنقطة الالتقاء أو اجتماع الشمس والقمر في نقطة ما في السماء، فإذا تفرقا من هذه النقطة ولد الهلال فلكيا، وفي حال انفصال الشمس عن القمر وبقي القمر في السماء لمدة 10 دقائق أو 8 دقائق أو أقل، فهذا يكفي لثبوت الشهر الهجري عند الشرعيين. ومن الناحية الشرعية فقد صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية عام 1964، واتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جدة وغيره على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعنى أن الحساب ينفى ولا يثبت. الحسابات الفلكية عامل مساعد أوضح مدير المرصد الفلكي بجامعة المجمعة بسدير والرائي عبدالله محمد الخضيري ل«الوطن» أن الحسابات الفلكية هي عامل مساعد، والحساب الفلكي والرؤية كالعينين للإنسان يكمل بعضهما البعض، ويمكن أن يترك الرائي المعطيات الفلكية، ولكن لا يمكن أن يعتمد عليها في تحديد دخول شهر رمضان، لأن في ذلك إهمالا للسنة النبوية، حيث لا بد من الرؤية بالعين. وأكد الخضيري أن هناك لجانا تشارك في رؤية رسمية للرصد في معظم مناطق المملكة، ويشارك في هذه اللجان مندوبون من وزارة العدل والمحكمة العليا ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث يقومون بالرصد والتأكد من الترائي إلى جانب وجود قاض في كل لجنة يتمحص الشهادات التي ترسل بعد ذلك إلى المحكمة العليا، وهي التي تقرر دخول الشهر أو إكمال العدة. وكشف أن مرصد جامعة المجمعة بسدير توجد فيه أجهزة متطورة تتمتع بأحدث التقنيات والتليسكوبات لرصد الأهلة، وحصل المركز قبل 4 أشهر على جهاز جديد يتتبع الهلال نهارا.