في صفحة( الرأي) بالعدد 14549 من صحيفتنا المتجددة الجزيرة والصادر يوم الأحد 10رمضان 1433 وتحت عنوان: ( هلا أقنعتنا يا فضيلة الشيخ ) بقلم د. سعد بن عبدالقادر القويعي وفيهِ أكد الحاجة إلى بيان الأحكام الشرعية المتعلقة بالحسابات الفلكية وأهمية استثمار التقنيات والمراصد الفلكية الحديثة لدقة حساباتها العلمية، واتفق معه في ذلك وكل مسلم يهمه توحّد الرأي بقضية حساسة ترتبط بها شعائر دينية عظيمة. ولكن تساؤلاته التي يشير إليها عنوان مقاله والموجهة إلى فضيلة الشيخ: عبدالله بن منيع بناء على مقال كتبه وتمت الإشارة إليه بذات المقال وأوجز ما ذكره فضيلة الشيخ بالنقاط التالية: أولاً: ذكر فضيلته « نأخذ بقرار علم الفلك في حال نفيه الرؤية، حيث إن القمر غرب قبل الشمس، ونرفض الشهادة بالرؤية، مهما كانت عدالة مدعيها ومهما كان عددهم ؛ لأنها رؤية مرتبطة بما يكذبها، كما لا نأخذ برأي علم الفلك بدخول الشهر أو بخروجه، والحال أنه لم يتقدم أحد بالشهادة بالرؤية. فنحن نأخذ بعلم الفلك في حال النفي دون حال الإثبات والله أعلم» وزيادة إيضاح لما كتب الشيخ: عندما يثبت فلكيا أن القمر يغرب (يغيب) قبل غروب الشمس، فإن الرؤية تكون مستحيلة ومن يدعي رؤيته لا تقبل شهادته، فالشيخ هنا أخذ بالحساب الفلكي ولكن في حالة (النفي)، وعندما يثبت فلكياً إمكانية الرؤية لأن القمر يغرب بعد غروب الشمس 4-6 دقائق؛ فلا يؤخذ بها لإثبات دخول الشهر حيث تشترط الرؤية وفق الضوابط الشرعية، حيث ورد بالحديث الصحيح {صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمّ عليكم فأكملوا العدة، ولا تستقبلوا الشهر استقبالا}. وذكر د.سعد القويعي:أن أهم شروط الرؤية ألا يقل مكث القمر بالأفق بعد غروب الشمس عن عشرين دقيقة وفقا للعلماء المعتبرين في هذا الشأن،ولم يسجلوا على مدى هذه السنين الطويلة رؤية ولو لمرة واحدة لهلال عمره أقل من عشرين دقيقة. وهذا رأي مخالف للواقع حيث أمكن رؤية بفارق أقل في مرات عديدة وآخرها دخول شهر رمضان لسنة 1433ه، وبفارق 6 دقائق بالمنطقة الوسطى للمملكة،بل واستطاعوا تصويره حيث بدا كحرف الراء. ثانيا: ذكر الشيخ ابن منيع: « وفي هذه الأيام -آواخر شعبان- للعام 1433ه صدرت بيانات من جهات فلكية يتسم بعضها بالجمع بين المقتضى الشرعي والمقتضى الفلكي، ويتفق أهل هذه البيانات على أن الشمس تغرب قبل القمر بست دقائق بتوقيت مكة،ولكنهم مختلفون في إمكانية رؤية الهلال...» وعلق الدكتور: ولا نعلم يا فضيلة الشيخ من هم المختلفون ؟ إذ لا يوجد عالم فلكي معتبر قال بإمكانية الرؤية في تلك الليلة - ليلة الجمعة 20-7-2012م - و إنما جاء الاختلاف في فئة من عامة الناس أطلقت على نفسها مصطلح (باحث فلكي). وهنا أيضا الدكتور جانب الصواب حيث إن هناك العديد المتخصصين بالفلك أكدوا بإمكانية الرؤية مثل ما أشار إليه الشيخ ابن منيع، فهذا د. حاتم عودة رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في مصر في خبر نشرته صحيفة الجزيرة بالعدد 14536 الصادر يوم الاثنين 26شعبان 1433ه:أن غرة شهر رمضان ستوافق فلكيا يوم الجمعة المقبل الموافق 20 يوليو، و أن عدة الشهر 30 يوما وآخره سيوافق يوم السبت 18 أغسطس المقبل حسابيا، وأوضح د.عودة أن هلال شهر رمضان سيولد في تمام الساعة الرابعة والدقيقة 24 فجرا بالتوقيت العالمي يوم الرؤية، وهو يوم الخميس 29شعبان الحالي الموافق 19 يوليو، وسيبقى الهلال الجديد بعد غروب شمس ذلك اليوم لمدة 6 دقائق في سماء مكةالمكرمة، ودقيقتين بالقاهرة وبمدد تتراوح بين دقيقة إلى 18 دقيقة في سماء غالبية المدن العربية والإسلامية. كما توقع الباحث الفلكي عبدالعزيز المرمش الشمري عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وعضو الهيئة العلمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - خلال المحاضرة التي ألقاها بحائل يوم الأربعاء 21 شعبان 1433ه - استمرار الجدل السنوي حول تحديد أول شهر رمضان وأضاف: ستعلن بعض الدول كعُمان والمغرب وإيران دخول الشهر الكريم يوم السبت، وتعلن باقي الدول يوم الجمعة أول أيام رمضان - في خبر نشر بعدة صحف منها صحيفة الجزيرة بالعدد رقم 14528 - وأوضح أن عيد الفطر سيكون يوم الأحد مشيرا إلى أن القمر سيغرب يوم الخميس المقبل (29-8-1433ه) ليلة الجمعة بعد غروب الشمس بست دقائق، وفي إجابته لتساؤل عن كيفية تحديد دخول الأهلة قال:إن حركة القمر معروفة بالدقيقة والثانية وحركة الشمس كذلك، وبذلك يمكن تحديد التقويم الهجري والتقويم الميلادي وأشار إلى توصيات مؤتمر الفلك الإسلامي الذي انعقد هذا العابمكةالمكرمة وحضره 28 عالما دينيا و14 عالما فلكيا، وأجمعوا مناقشة رؤية الأهلة وخرجوا بتوصيات منها: أنه إذا غرب القمر قبل غروب الشمس لا تؤخذ بشهادة الشاهد في مكان تحري الرؤية، ولكن إذا غرب القمر بعد غروب الشمس وجاء شاهد في مكان تحري الرؤية تؤخذ شهادته. هذا ما أردت بيانه كمتابع لهذا العلم المهم والذي تبنى عليه عدد من شعائر الدين الإسلامي العظيمة،إضافة إلى كونه مجال رحب للتفكر في إبداع الخالق عز وجل، والله الموفق. سليمان بن مسفر العثيمين / مشرف بوزارة التربية والتعليم