أكد مسؤول سوداني جنوبي أنه لا وجود إسرائيليا في جنوب السودان حاليا، لكنه قال إن إقامة علاقات بين الدولة الوليدة وإسرائيل واردة مثلما هي واردة مع أي دولة أخرى. وفي المقابل، قال مسؤول سوداني شمالي إن الخرطوم لن تكترث لهذه العلاقة طالما أنها "لم تقم بالإضرار بمصالح السودان أو الاعتداء عليه". ولا يخفي المدير العام لوزارة الإعلام في حكومة جنوب السودان مصطفى بيونج ماجاك غضبه على ما اعتبره "حملة" في وسائل الإعلام العربية على هذه العلاقة المحتملة مع إسرائيل. وقال في مقابلة بمقر وزارة الإعلام في جوبا ردا على سؤال في هذا الشأن "سنقيم علاقات مع جميع الدول وفقا للمصالح لأن الدبلوماسية مبنية على المصالح المشتركة وليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم". وأضاف أن "الحكومة لم تتخذ قرارا بعد، لكن إذا كانت مصلحة جنوب السودان تقتضي أن نقيم علاقات مع إسرائيل فسنقيم هذه العلاقات. كما سنقيم أيضا علاقات مع الدول العربية". وردا على سؤال حول ما إذا كان هناك وجود لموفدين أو مستثمرين إسرائيليين في الجنوب السوداني، قال "لا وجود للإسرائيليين في الجنوب لا كأشخاص ولا كاستثمار، وأنا لم أر إسرائيليا في الجنوب". واتهم المسؤول الجنوبي السوداني "أعداء الحركة الشعبية لتحرير السودان وخاصة حزب المؤتمر الوطني" بالوقوف وراء هذه الحملة. وبعدما شدد على رغبة الجنوب السوداني في إقامة أفضل العلاقات مع الدول العربية، استبعد تماما فكرة انضمام الدولة الوليدة إلى الجامعة العربية. وقال إن "سكان جنوب السودان ليسوا عربا والجامعة العربية هي للعرب". وكان مسؤول الشمال في الحركة الشعبية ياسر عرمان لم يستبعد في تصريحات صحفية انضمام جنوب السودان إلى الجامعة العربية بعد انفصاله. كما استبعد أيضا مدير عام وزارة الإعلام في جنوب السودان انضمام الدولة الجديدة إلى منظمة المؤتمر الإسلامي "لأننا لسنا دولة إسلامية بل نحن دولة علمانية والأمر وارد في الدستور". من جهته قال مسؤول الإعلام الخارجي في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الخرطوم ربيع عبد العاطي ردا على سؤال حول ما إذا كانت الخرطوم تتخوف من علاقة محتملة بين الجنوب السوداني وإسرائيل "إذا كان الهدف إقامة علاقات عادية لتحقيق مصالح تخص البلدين فهذا شأنهما والأمر لا يؤثر علينا في شيء". وتابع "أما إذا كانت هذه العلاقات ستقام من أجل الإضرار بمصالح السودان أو الاعتداء عليه فهذا بالطبع أمر مرفوض". وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير قال باقتضاب ردا على سؤال بهذا الصدد في حديث تلفزيوني الأسبوع الماضي "إذا أرادت دولة الجنوب إقامة علاقة مع إسرائيل فهذا شأن يخصها". من جهته، قال نيال بول رئيس تحرير صحيفة "ذي سيتيزين" السودانية الجنوبية المستقلة الناطقة بالإنجليزية إن "دولة جنوب السودان القادمة ستكون لها بالتأكيد علاقات مع إسرائيل". لكنه أضاف أن "هذه العلاقة ستكون اقتصادية أكثر منها سياسية أو أمنية".