عطاف المالكي كَتَبْتُ ذات مساء وفي ساعة تجل عن أحد المعرفات المجهولة الذي يبني طواحين في الهواء، ويرتدي مقاسات فضفاضة لا تناسب حجمه الطبيعي، وقلت إن أكثر ما تشمئز منه المرأة الشخص الذي يتحدث دائماً عن نفسه. وإن جميع النساء يولينه اهتماماً، ولا يمكن أن يتواجد في بقعة افتراضية أو واقعية دون أن يثير انتباههن! ويخبرنا أن فلانة تلاحقه وعلانة تسهر على شموعه الوهمية وهو بطلها؟! أقول لهذا الافتراضي أنت تتحدث عن ذبابات يشبهنك في الصفات، هذا إذا كان ما تقوله حقيقة وليس أحلام يقظة؟! ثم لماذا تشعر بأنك محط اهتمام! بظني أن هذا من قلة الثقة بنفسك. تحاول أن تكون مغروراً وغير مهتم، وأنت غارق بوهم التفاهة؟! عليك يا مجهول الهوية أن تجلس مع ذاتك وتفكر، كم مرة تستلذ بشعور إثارة اهتمام النساء بك! وكم مرة تستلذ بالحديث الدائم والممل عن ذاتك!، خف علينا يا أخي، أشك أنك تقطن فوق سطح بيت مهجور في ملحق متهالك؟! وحيد تناجي الخيال وأصابعك تطقطق على لوحة المفاتيح أو أزرار هاتفك الممسوحة حروفه وأرقامه؟! وتتخيل أنك معذب قلوب العذارى وفارسهن المنتظر! وتتمنى أن النساء يلهثن خلف أملك السرابي الذي لن يتحقق، ببساطة، يا عزيز نفسك ما في امرأة أو فتاة تحلم بذكَر مشبَّعة رئتيه بحب إثارة إعجاب النساء به، بل تريده دائماً مشغولاً بإشباع قلبه بها وحدها فقط! المرأة لا تسأم أبداً من إعجاب الرجل بها حتى لو كانت على العكاز، وهذه فطرة ربانية ووضع طبيعي! أما أن تقلبها العكس فلا شك أنك تناجي الهراء بعينه! بالله هل تشعر باحترام نفسك وأنت تهايط عبر المواقع، ثم لنفرض أنك تتمتع بصفات جيدة فأنت تكسر قيمتك في تضخيمك لنفسك.. ولتعلم أن كل أنثى طبيعية تشعر بالتقزز من هذا الأسلوب المستهلك! أخي في الله، النحلة لا تحط إلا على رحيق زهرة تشبهها، وأمثالك مهفوق بالسر والعلن وراء كل ما هو مختوم بتاء التأنيث! وتتحدث عن الرجولة والبطولة! بعض الذكور بهم من الأمراض النفسية ما يعجز عن علاجها عباقرة علم النفس والاجتماع، تملكهم الوهم والانفصال عن الواقع، وزمنهم يتضعضع نحو الهاوية ما قبل الخاتمة. لا أنت بطل ولا أحد ينظر إليك، ولا أحد يفكر بك! أنت تعيش حالة من الوهم، وليس أمامنا إلا الدعاء لك عن ظهر قلب بالشفاء العاجل، وأن تستوعب واقعك وإن كان كئيباً! وتتعايش معه ربما يأتيك الفرج، وإن استعصت حالتك فاذهب إلى طبيب نفساني لعله يرشدك إلى طريقة تتغلب بها على أحلامك السرابية، وأكثِر من قراءة القرآن، ففيه شفاء من كل داء.