فيما ذكر تقرير أميركي أن الحسد قد يكون أداة للمقارنة الاجتماعية يمكن أن تدفعنا إلى تحسين حياتنا، كشفت دراسة عن وجود رابط بينه وبين السلوكيات العدوانية، في الوقت نفسه أكد اختصاصيون أن الحسد يمكن أن يحدث أضرارا خطيرة، أبرزها القطيعة بين أفراد المجتمع الواحد، وأن الخلط بين المرض والحسد يفاقم مشكلة المرضى نفسيا. القطيعة في المجتمع قالت المحاضرة في جامعة الإمام والأخصائية النفسية نجلاء عبدالعزيز البريثن ل»الوطن» إن «الحسد تمني زوال النعمة عن الغير، حينما يشاهد الحاسد شخصا أفضل منه من الناحية النفسية والعلمية والاجتماعية والشخصية والقبول الاجتماعي يتمنى أن تكون لديه تلك الإيجابيات أكثر من غيره، فتتولد لديه الرغبة في تدمير المحسود، وقد يصل الأمر إلى القذف والنميمة.. والحسد صفة ذميمة تدل على عدم النضوج، يترتب عليها عدد من الصفات السيئة كالكراهية، فالحاسد دائما مهموم ومنشغل التفكير في أفراد المجتمع وما لديهم وما يملكون، وهو قليل الإيمان بالله، وقضائه وقدره، والأضرار الناجمة عن الحسد كثيرة، أبرزها القطيعة بين أفراد المجتمع الواحد، وفي المقابل قد تصيب المحسود أضرار نفسية واجتماعية، منها خلل في محيط أسرته، وزيادة المشاكل، وتدني المستوى الوظيفي، وحدوث قطيعة بينه وبين أصدقائه، وشعوره بصدمة من تصرف الحاسد تجاهه دون معرفة السبب».
طاقة سلبية أوضح استشاري الأمراض النفسية الدكتور محمد راضي أن «الحسد يرتبط ارتباطا وثيقا فيما يعرف بالعين، وهناك دراسات أجريت على عدة أفراد في الخارج لتفسير ظاهرة حدوث العين وإصابة الفرد بأضرار قد تدمر حياته، ووجد أن هناك طاقة سلبية يشعر بها صاحب العين، فيصيب الغير بتلك الطاقة التي قد تؤثر على حياته، ولكن الخلط بين الأمراض النفسية من ناحية والعين والحسد من ناحية أخرى يفاقم الحالات النفسية، فأحيانا يصاب المرأ بمرض نفسي، ولكنه يعتقد أنه محسود، فلا يلتمس العلاج الطبي الصحيح، ويصبح صيدا سهلا للمشعوذين الذين يمارسون الدجل، ويدعون العلاج بطقوس روحانية».
الاذكار والرقية الشرعية أكد الراقي الشرعي عبدالعزيز السبيعي ل»الوطن» ضرورة التفرقة بين الأذكار والرقية الشرعية، فالأذكار تعد وقاية من الأمور المستقبلية، أما الرقية فتعالج أشياء ماضية، وهناك تداخل كبير بين أعراض العين والحسد، والتعمق في هذه الأمور غير مرغوب، لأن الرقية مبنية على تجارب، ولابد على الفرد أن يرقي نفسه، وينفث بكفيه ويمسح جسمه لحمايته من أذية الغير». وأبان أن «أعراض العين تتمثل في زيادة شديدة في حرارة الجسم، والغضب دون سبب، وشحوب على مظهر المحسود وزيادة التعرق ، وسرعة وزيادة ضربات القلب، أما أعراض الحسد والعين فهي انعزال الفرد عن أسرته، والشعور بالضيق وعدم القدرة على التنفس بشكل صحيح، وزيادة التثاؤب عند سماع القرآن الكريم». وأوضح أن «الشرع اعتبر الحسد من الصفات الذميمة، وحذر منه القرآن الكريم بقوله «ومن شر حاسد إذا حسد»، مشيرا إلى أن التخلص من العين والحسد يكون بالعودة إلى الله، وقراءة الرقية الشرعية، والمحافظة على الأذكار الشرعية. ولفت إلى أن «الحسد والعين مكروهان، وليسا من صفات المؤمن، لأنهما يعنيان عدم الرضا بما قسمه الله، كما أن الحاسد يمكن أن يصيب المحسود بأضرار جسيمة، قد تصل إلى أمراض عضوية»، مشيرا إلى أن هناك مشاكل قد توحي للرقاة بأن الفرد مصاب بالحسد، كأن يشكو دائما من الجيوب الأنفية واضطراب في الغدة الدرقية. سلوكيات عدوانية ذكر تقرير نشره الراديو الوطني الأميركي أن «الحسد إحساس سيئ، فجميعنا في وقت ما نشعر بالرغبة في شيء يمتلكه شخص آخر، ونشعر بالامتعاض لأننا لا نمتلكه، ورغم أنه صفة ذميمة، فإنه أداة للمقارنة، تنبهنا إلى وجود اختلال في توازن الرتب الاجتماعية». وقالت عالمة النفس الاجتماعي من جامعة هارفرد مينا سيكارا إن «هذه المشاعر قد تدفعنا في بعض الأحيان إلى تحسين حياتنا، فعندما تمتلك أكثر مما أمتلك، قد أحصل على الإلهام مما تمتلك، وذكرت دراسة أن الحسد قد يغذي المنافسة في مجالات مختلفة مثل الرياضة والسياسة، ولكن هناك أدلة أخرى تثبت وجود رابط بين الحسد والسلوكيات العدوانية». وأبان عالم النفس الاجتماعي ريتشارد سميث من جامعة كنتاكي إن «الحسد قد يتحول إلى حقد دفين، مما يجعلنا نشعر بالامتعاض والغضب والرغبة في الانتقام»، مؤكدا أن الحسد الكيدي الخبيث يتداخل مع عاطفة سوداوية أخرى هي الشماتة والسعادة عندما يتضرر الآخرون.
إيجابيات الحسد أداة للمقارنة تنبهنا إلى وجود اختلال في توازن الرتب الاجتماعية مشاعر قد تدفعنا أحيانا إلى تحسين حياتنا يغذي المنافسة في مجالات مختلفة مثل الرياضة والسياسة أضرار الحسد وجود رابط بين الحسد والسلوكيات العدوانية الحسد الكيدي الخبيث يتداخل مع عاطفة سوداوية أخرى كالشماتة الحاسد يمكن أن يصيب المحسود بأضرار جسيمة القطيعة بين أفراد المجتمع الواحد الخلط بين المرض والحسد يفاقم الحالات النفسية