كانت 185 دقيقة فقط فاصلة بين نهاية عهد المدرب البرتغالي خوزيه بيسيرو على رأس الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم، وبداية عهد الوطني ناصر الجوهر الذي يتولى المهمة لمرة رابعة على التوالي خلال العقد الأخير، مثبتاً استحقاقه لقب "مدرب الطوارئ" الذي التصق به لسنوات نتيجة لرحيله الدائم وعودته مع إلغاء عقد أي مدرب أجنبي يشرف على المنتخب. ولم ينج الاتحاد السعودي لكرة القدم من الانتقادات على الرغم من رميه الكرة في ملعب بيسيرو وتحميله مسؤولية حقبة من التخبطات فشل المنتخب خلالها في بلوغ نهائيات كأس العالم وخسر نهائي "خليجي 20" وتعثر في خطوته الأولى أول من أمس أمام سورية في نهائيات كأس آسيا، حيث أرجع محللون ما يحدث للأخضر الذي شهد مستواه تراجعاً كبيراً في السنوات الأخيرة بعد سيطرة مطلقة على كرة القارة إلى خلل إداري، مستشهدين بإشراف 8 مدربين عليه خلال السنوات العشر المنصرمة، وباستقباله وإبعاده لأكثر من 100 لاعب خلال سنوات أقل بقليل من أصابع اليد الواحدة، دون أن يحقق إنجازات تذكر، مما وجه البوصلة إلى خلل إداري يتم تجاهله والتغاضي عنه. وغير بعيد عن التغييرات الطارئة تجنب اللاعبون الزج بأنفسهم في معمعة الإقالة والتعديل في الجهاز الفني، وكشفوا أنهم تعاهدوا في اجتماع غرفة مغلقة في مقر إقامتهم في الدوحة على تغيير الصورة التي ظهروا بها في لقائهم الذي خسروه أمام سورية 1/2، وأجمعوا على ضرورة حصد النقاط الست لمباراتيهم المقبلتين في البطولة أمام الأردن واليابان.