بحضور خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعدد كبير من القادة العرب والأوروبيين، افتتح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعمال القمة العربية الأوروبية التي بدأت أعمالها في مدينة شرم الشيخ، أمس، والتي جاءت تحت شعار «في استقرارنا نستثمر»، يجري خلالها بحث التحديات التي تواجه الطرفين، وفي مقدمتها الإرهاب والهجرة غير الشرعية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، والقضية الفلسطينية. وكذلك النزاعات في سورية وليبيا واليمن، ومنع انتشار الأسلحة والحد من التسلح والجريمة المنظمة عابرة الحدود والهجرة وتغير المناخ وتعزيز التنمية، فضلا عن بحث قضايا التعددية، والتجارة والاستثمار، والهجرة، والأمن، والوضع الإقليمي. وشهدت القمة أضخم حضور دبلوماسي من الجانبين العربي والأوروبي على المستوى الرئاسي، ويناقش القادة التحديات التي تواجه الطرفين.
من النزاعات للنجاحات أكد السيسي في كلمته، أن الإرهاب والتطرف آفتان تهددان العالم كله والمنطقة، ويجب توحيد الجهود الدولية من أجل مواجهتهما والقضاء عليهما. وأضاف: «إن الدول العربية والأوروبية ارتبطت بمصير مشترك وهو ما يتطلب الوقوف صفا واحدا تجاه الأزمات، ومنها الإرهاب والتطرف والمقاربة بين المنطقتين لحل المشكلات الأخرى، وعلى رأسها ملفات وأزمات المنطقة مثل ليبيا وسورية واليمن والقضية الفلسطينية. وأردف قائلا «الإرهاب بات خطرا يهدد الدول العربية والأوروبية، وهو ما يحتاج لتقارب حقيقي ومقاربة شاملة لدحره، ومواجهة التنظيمات الإرهابية ومموليها وداعميها والحفاظ على الدولة الوطنية وأن تتحول منطقة الشرق الأوسط من منطقة للنزاعات لمنطقة للنجاحات». وأكد أن انعقاد القمة هو خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين يفوق ما يفرقهما ويعكس الاهتمام المتبادل بتعزيز الحوار والتنسيق في كافة المجالات لتحقيق الرخاء على ضفتي المتوسط. وطالب السيسي بضرورة التوصل لحل وتسوية شاملة للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب الأولى، والمركزية، وهي البذرة الأولى للنزاعات بالمنطقة، كما طالب بحل مشكلة الهجرة غير الشرعية واللاجئين والجريمة المنظمة وعبور المتطرفين. علاقات متميزة شدد أمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، على أهمية الدور الأوروبي في محاربة الإرهاب. وأوضح خلال كلمته في القمة، أن هنالك قواسم مشتركة بين العالم العربي والأوربي ما يدعو للتعاون في كافة المجالات، مضيفا: «نثق في المستقبل الواعد بيننا في المنطقة الاقتصادية وقادرون على اللحاق بما فاتنا». وأضاف: «كلنا يعرف حجم الأخطار التي تمر علينا ونطلب منكم الدعم لتجاوز التحديات، ومن أبرزها قضايا الأمن والاستقرار، لأن الدور الأوروبي مميز في سياسات مواجهة الإرهاب». ولفت أن الدور الأوروبي على الصعيد الإنساني مميز ومتقدم ولمسنا ذلك في تلبية نداءات الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية. حل النزاعات شدد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، على أن الأفعال الإيرانية والتحركات التركية تؤجج أزمات المنطقة، لافتا أنه لا حل عسكريا للنزاعات في المنطقة ويجب العمل على حلول سياسية. وأضاف أبو الغيط: «قناعتنا راسخة بأن تسوية القضية الفلسطينية هي السبيل الأقصر لاستقرار المنطقة»، مؤكدا أن القضية الفلسطينية لن تحل بإجراءات اقتصادية هنا أو هناك. وفي سياق متصل، دعا أبو الغيط إلى التعامل مع قضية الهجرة في إطار شامل يعالج أسباب الظاهرة.
بناء العمل المشترك قال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي، جان كلود يونكر، إن «هناك اختلافات في وجهات النظر بين الدول العربية والأوروبية، ولكن يجب البناء سويا لمواجهة التحديات». وأضاف أن«النهضة الأوروبية استلهمت من الحضارة المصرية»، متابعا: «نرغب في أن نكون شريكا للدول العربية في فتح آفاق جديدة لإعطاء أمل للشباب». من جانبه، أكد الرئيس الروماني، رئيس الاتحاد الأوروبي، كلاوس يوهانيس، ضرورة العمل ضمن شراكة أوروبية عربية قوية لمواجهة التحديات المشتركة، مضيفا أن الهجرة تمثل تحديا كبيرا ويجب مواجهة جذور هذه المشكلة.