اعتبر عضو هيئة حقوق الإنسان السعودية الدكتور عبدالعزيز الفوزان زواج القاصرات جريمة في حق المرأة والطفل، داعيا إلى عدم اتخاذ حادثة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة دليلا على مشروعية مثل هذه الزيجات. وكشف الفوزان في محاضرة نظمتها اللجنة المنبرية بنادي حائل الأدبي مساء أول من أمس بعنوان (تأصيل حقوق الإنسان في الإسلام) عن عقد الهيئة ثلاث ورش عمل حول الموضوع شارك فيها ثلاثة من كبار العلماء، مشيرا إلى وجود أكثر من مليون و400 ألف عانس في السعودية، عازيا أسباب العنوسة لتفشي البطالة وأزمة السكن، كما أكد الفوزان أن الدعوة على الكفار اعتداء في الدعاء لا يجوز حسب قوله. وكان الفوزان قد استهل محاضرته بالدعوة إلى التعاون والتواصل بين الجميع حتى مع وجود مساحات واسعة للاختلاف في وجهات النظر وضرورة الابتعاد عن الحكم على النيات، وطالب بالعدل من الجميع مع الجميع وبالبعد عن العدوان، وقال إن أكثر الخلافات الثقافية وما يترتب عليها من ظلم يوجد في الأمور الاجتهادية. وأوضح الفوزان أن موضوع المحاضرة جزء من برنامج خادم الحرمين الشريفين لنشر ثقافة حقوق الإنسان من خلال حملة كبيرة لتأصيلها وبيان أن حقوق الإنسان هي مقتضى جملة مقاصد الشريعة الإسلامية، وتطرق الفوزان إلى أن هناك من يستنكر مصطلح حقوق الإنسان، بدعوى أنه مصطلح معاصر ومستحدث، بينما في الحقيقة كانت حقوق الإنسان من أسمى غايات إرسال جميع الرسل والديانات والكتب السماوية، وجاءت الشريعة الإسلامية بقصد حفظ مصالح العباد في المعاش والمعاد، وحفظ الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعقل والعرض والمال، وقال تحدثت التعاليم الشرعية عن الإحسان والبر بالوالدين حتى ولو كانوا كفارا، ونهى الإسلام عن العدوان والظلم والإيذاء للكفار إلا إذا كان الكافر محاربا فينبغي رد شره ومحاربته. وأضاف الفوزان: نحن بحاجة إلى تأصيل حقوق الإنسان لأنها أصبحت مسألة مسيسة، وكون البعض يسيء استخدام هذه المصطلحات فلا ينبغي أن ننكرها وأورد عدة أمثلة على ذلك، وقال: إن أسهل طريقة لإقناع الناس بحقوق الإنسان هو الحديث عنها، وكرر الفوزان التأكيد حول أهمية التواصل لأن هناك من يستغل مصطلحات الديموقراطية والحرية لنشر الفساد، وإن الإسلام دعا إلى الحرية المنضبطة، وقال: إن المسلمين أهملوا استخدام الوسائل الحديثة في الدعوة وبيان تعاليم الإسلام حتى ظن الغربيون أنهم هم الرواد في مجال حقوق الإنسان وأن المسلمين لا يعرفون شيئا عن حقوق الإنسان إلا عندما طالبهم الغرب بها، إلى جانب وجود انتهاكات تم تحميلها على الإسلام بفعل بعض الممارسات الخاطئة ووجود بعض المخالفات التي لا يقرها الإسلام وهو منها براء.