أكد رئيس مجلس إدارة شركة هواوي بالتناوب، إريك شو، أن دول الخليج على قائمة أسواق الصدارة لدى هواوي في مجال تطوير شبكات الجيل الخامس، وقال خلال مؤتمر صحفي بمقر الشركة بمدينة شينزن الصينية حول المخاوف الأمنية التي أبدتها بعض الدول حيال استخدام معدات الشركة: «يجب أن يكون الأمن السيبراني، أولاً وقبل كل شيء، قضية تقنية ولا ينبغي أن يصبح قضية سياسية. وأكثر الطرق فاعلية لمناقشة قضايا الأمن السيبراني هي إرساء معايير دولية للأمن السيبراني تتسم بالشفافية والوضوح والنزاهة بالنسبة لجميع الشركات المشاركة، يلتزم الجميع بها». وعن دعوة أميركا لحظر أعمال هواوي، قال: «شركة هواوي لا تمتلك فعلياً أي معدات تعمل داخل الشبكات الرئيسية للاتصالات في الولاياتالمتحدة. وبغض النظر عما إذا كانت هذه المعدات لشركات مثل AT&T أو Verizon أو T-Mobile أو Sprint، فلا تستخدم أي شركة من هذه الشركات معدات هواوي في الشبكات الرئيسية». وأضاف: «نحن لدينا عدد من المحطات الرئيسية التي تستخدمها شركات اتصالات أميركية، ولكن هذه الشركات صغيرة وتعمل في مناطق نائية وعددها ضئيل للغاية». الأمن السيبراني وتابع: «بناء على ما نراه الآن، لم يعد الأمن السيبراني يندرج ضمن المشاكل التقنية، لأن المشكلات التقنية يمكننا دائماً حلها من خلال الحلول الصحيحة التي تنبثق عن أطر الحوار والتعاون والشراكة المفتوحة. لكن مانراه اليوم يجعلنا نعتقد أن الأمن السيبراني بات قضية سياسية، بل ربما قضية أيديولوجية». وأضاف: «إذا استطاع أي شخص إثبات أن عدم تواجد هواوي ومعداتها على الساحة يعني عدم اضطرار أي من الدول للقلق إزاء الأمن السيبراني وتحول الشبكات في العالم لشبكات آمنة، سيكون حينئذٍ إيقاف أعمال هواوي خياراً جيداً يجب النظر فيه بجدية». 405 مليارات ريال وحول نتائج الأعمال التي حققتها هواوي بالأرقام في عام 2018 وتطلعاتها للعام المقبل، قال إريك: «على الرغم من تزايد وتيرة البلبلة وتعدد الروايات التي سمعناها من وسائل الإعلام بمختلف أنواعها عن هواوي مؤخراً، فإن هذه الأصوات، في الحقيقة، لا تزال تصدر عن عدد قليل ومحدود للغاية من الدول. وبالنسبة ل«هواوي»، جميع عملياتنا التجارية تسير بشكل اعتيادي إلى حد كبير. وبلغت إيراداتنا 108.5 مليارات دولار أميركي (حوالي 405 مليارات ريال) في عام 2018، أي بزيادة قدرها 20% مقارنةً بالعام الماضي. ونحن نتوقع استمرار تحقيق النمو في عام 2019 بمعدل يزيد على 10% لنحقق بذلك الإيرادات السنوية التي تُقدّر ب125 مليار دولار (حوالي 469 مليار ريال). شبكات الجيل الخامس وعن شبكات الجيل الخامس، قال: تثق جميع فرق العمل لدى «هواوي» التي تركز على تطوير أو إنتاج شبكات الجيل الخامس ثقةً كاملة في إمكانيات ومستقبل أعمال شبكات الجيل الخامس. وهم يرغبون في رؤية معدلات نمو أفضل تحققها أعمالنا التجارية في قطاع شبكات الجيل الخامس. وأنا أعتقد أن هذا الأمر مفهوم تماماً، لأن شبكات الجيل الخامس بمثابة طفلهم المدلل. وهم يريدون لطفلهم أن يكون بأحسن حال. إذا تحدثت مع هؤلاء الأشخاص، فأنا أعتقد أن ما يقولونه سيكون بالضرورة كلاماً إيجابياً في مُجمله. وهم سيقولون إن شبكات الجيل الخامس قادمة قريباً، وإن الطلب على هذه الشبكات هائل، وإن الشغف وروح الابتكار والريادة الذي تتمتع به «هواوي» في شبكات الجيل الخامس لا يوازيه شيء موجود حالياً. 3 أنواع من الأسواق وأضاف: «أعتقد أن هناك 3 أنواع مختلفة من الأسواق في العالم. ولكل سوق منها متطلباتها الخاصة فيما يتعلق بشبكات الجيل الخامس. ويتضمن النوع الأول من هذه الأسواق الصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول الخليج في الشرق الأوسط، حيث تشهد معدلات استهلاك نقل البيانات في هذه الدول نمواً بوتيرة متسارعة للغاية، وهناك حاجة حقيقية لإكمال رحلة التحول الرقمي ونشر شبكات الجيل الخامس. وفي تلك الأسواق، أعتقد أن شبكات الجيل الخامس ستحقق نمواً أكثر تسارعاً وسيفوق طلب المستخدمين على شبكات الجيل الخامس في هذه الأسواق الطلب عليها في الأسواق الأخرى». وتابع: «النوع الثاني من الأسواق هي السوق الأوروبية، حيث لم يظهر حتى الآن حجم الطلب الحقيقي على شبكات الجيل الخامس فيها، حتى إن شبكات الجيل الرابع غير متطورة بدرجة كبيرة في هذه السوق مقارنة بعدد من الأسواق الأخرى الرائدة في العالم. ولذلك، لا تزال الدول الأوروبية تحاول نشر شبكات الجيل الخامس، ولكن نطاق نشر هذه الشبكات لن يكون كبيراً للغاية. وأحد الاعتبارات الرئيسية لنشر شبكات الجيل الخامس قد يكون لغرض التسويق والترويج للعلامة التجارية». وتابع: «النوع الثالث من هذه الأسواق هي التي لم يبدأ فيها استخدام شبكات الجيل الرابع على نطاق واسع. وبالتالي، ستكون شبكات الجيل الخامس بعيدة كل البعد عن هذه الأسواق». أخلاقيات وقيم حول صلة الشركة بالحكومة الصينية، قال إريك: «بصفتنا إحدى شركات القطاع الخاص الصينية، تخضع هواوي للسلطة القضائية للحكومة الصينية، لذلك كان لا بد من وجود صلة إلى حد ما تربط بين الجانبين. ولكن أي اشتباه أو ظن سيبقى، في جميع الأحوال، مجرد اشتباه أو ظن لا أساس له من الصحة. والأهم من ذلك ما ذكره مؤسس الشركة رين، أنه»انطلاقاً من موقعنا كشركة صينية مملوكة للقطاع الخاص، يترتب علينا أن نتبّع أخلاقيات وقيم الأعمال التجارية التي نتبناها إذا أردنا أن نحقق نجاحاً تجاريا. ونحن لن نُلحق الضرر مطلقاً بمصالح الشركات التي تعمل معنا أو دولهم«. الوسائل القانونية حول المفاوضات بين الجانبين الأميركي والصيني وقضية المديرة المالية للشركة، قال إريك:»بالطبع، نحن نتطلع إلى تحقيق نتائج إيجابية في المفاوضات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة. لأنني أعتقد، بعد هذه الفترة الطويلة من المفاوضات، أن كلا البلدين أدركا مدى التوافق والترابط بين الجانبين، فلا يمكن لبلد العيش بدون الآخر. وبالرغم من ذلك، فإن هواوي تؤكد على موقفها في ألا تكون أحد ضمن إطار البنود المطروحة في جدول أعمال المفاوضات الدائرة بين الصينوالولاياتالمتحدة؛ لأن هواوي شركة صغيرة للغاية مقارنة بدول بحجم الصينوالولاياتالمتحدة«. كما أوضح رين:»إن شركتنا مثل حبة السمسم«. وأضاف:»بالتأكيد لا يمكن أن تتأثر المصالح الوطنية التي تجمع بين القوتين العظمتين بسبب خلاف مع شركة ما. وبالتالي، موقفنا واضح للغاية وجلّي. وسنلجأ دائماً إلى الوسائل القانونية التي نلتزم بها لإيجاد حل لهذا الوضع. ونحن نعتقد أن النظامين القضائيين في كنداوالولاياتالمتحدة يتمتعان بالشفافية والعدل والنزاهة لحل هذه القضية على الوجه الأمثل".