قالت صحيفة «thehill» الأميركية، في تقرير لها، إنه مع انتهاء الشهر الأول لأطول إغلاق حكومي في تاريخ الولاياتالمتحدة، بدا أن القرار بإنهائه لا يزال بعيدًا أكثر من أي وقتٍ مضى، مشيرة إلى أن هذا الإغلاق، جاء بسبب الخلاف بين الرئيس «الجمهوري»، دونالد ترمب، والديموقراطيين في الكونجرس حول تمويل إنشاء الجدار الحدودي المقترح، واعتبرت الصحيفة أن تصاعد الخلاف يؤشر إلى التعصب الحزبي أو ما يطلق عليه «لعبة الانتقام بين المسؤولين». يذكر أن العديد من الإدارات الفيدرالية فى الولاياتالمتحدة قد أغلقت فى إطار ما يسمى ب»الإغلاق الحكومى»، وذلك بسبب خلافات بين البيت الأبيض والكتل البرلمانية في الكونجرس، بشأن مشروع قانون الاتفاق والموافقة على طلب تقدم به الرئيس الأميركي دونالد ترمب للحصول على تمويل لبناء الجدار العازل على الحدود الأميركية مع المكسيك. خطاب حالة الاتحاد وفقا للصحيفة فإن رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، بعثت برسالة إلى الرئيس ترمب، الأسبوع الماضي، تطلب فيها منه بأن يؤجل خطاب حالة الاتحاد أو أن يسلم الخطاب كتابيًا للكونجرس، مبررة ذلك بمخاوف أمنية متعلقة بالإغلاق المستمر، غير أن المخاوف الأمنية التي ذكرتها بيلوسي بددتها وزيرة الأمن الداخلي كيرستين نيلسين. وأوضحت الصحيفة أن خطاب حالة الاتحاد هو أحد أعمدة ديمقراطية الولاياتالمتحدة، ورمز لقوتها، وأيا كانت الظروف والأوضاع فإنه لا ينبغي أن تتم مساومة مثل هذا التقليد الوطني بالغ الأهمية بسبب الخلاف في السياسات، مبينة أن الإجراء الذي اتخذته المتحدثة بيلوسي عن طريق محاولة منع خطاب حالة الاتحاد، يشير إلى أنها تحاول استغلال منصبها بشكل مبالغ فيه على حساب الدولة وكذلك على حساب نفسها، كما أنه يُمثل أكثر بقليل من لعبة السلطة الحزبية في الوقت الذي تعتبر فيه الوحدة أمرًا مطلوبًا ويشكل حاجة ماسة للأميركيين. الطريق الخاطئ أضافت الصحيفة أنه رغم كون بيلوسي مثلت خطوةً نحو الطريق الخاطئ، فإن الإجراء الذي اتخذه الرئيس ترمب كان مشابها بنفس المستوى حيث قام ترمب بمنع طائرة عسكرية من أجل رحلة بيلوسي إلى بلجيكاوأفغانستان، وهما الوجهتان اللتان كانت تريد الذهاب إليهما. وفي تعليقه على الرحلة قال ترمب «سنقوم بإعادة جدولة هذا الرحلة الممتدة لسبعة أيام عندما ينتهي الإغلاق»، مضيفًا «إذا أردتي الذهاب في الرحلة عن طريق الطيران التجاري، فذلك سيكون بالتأكيد حقك». إلغاء الرحلة ببساطة كي يرد عليها فقط يعتبر أمرا مؤسفا. حقوق دستورية وذكرت الصحيفة «أنه بغض النظر عن الحزب، إلا أن رئيس الولاياتالمتحدة يجب ألا يمنع قائدا من الكونجرس من فرصة الذهاب إلى مهمة استكشافية تتضمن اجتماعات عالية المستوى مع أقرب حلفائنا وضباطنا، وكذلك مع قواتنا التي تخدم في منطقة الحرب النشطة في أفغانستان»، مشيرة إلى أن «الجمهوريين في الكونجرس، حتى هؤلاء الذين يدعمون الرئيس ترمب في عدد من القضايا، عبّروا عن استيائهم من هذا الانتقام». وأضافت الصحيفة أن دستور الولاياتالمتحدة يتضمن سلطة بيلوسي لدعوة أو عدم دعوة الرئيس ترمب لتقديم خطاب حالة الاتحاد للكونجرس، ونفس الأمر بالنسبة لسلطة الرئيس ترمب في أن يمنع طائرة عسكرية. واستدركت الصحيفة بالقول «لكن هذا لا يجعل من كِلا الإجراءين صحيحين أوعادلين»، حيث إن كلا من ترمب وبيلوسي لديهما دوافع نابعة عن التعصب الحزبي، وأن كليهما تصرف بطريقة خاطئة في السياسة. خسائر الموظفين حسب الصحيفة فقد زاد الأمر على حده. في أزمة الإغلاق الحكومي، خاصة وأن أيًا من الطرفين لن يفوز، فيما تنال الخسائر من الشعب الأميركي، خصوصًا الموظفين الحكوميين الفيدراليين الذين يبلغ عددهم 800.000، يقضون إجازة دون رواتب بسبب عجز قاداتنا عن إنهاء الإغلاق. واعتبرت الصحيفة أن المخاوف من الهجرة مشروعة، وقالت «من الواضح أن هنالك مشاكل في كِلا الجانبين والتي لابد من حلها بشكل مناسب مع مرور الوقت»، لافتة إلى قيام الرئيس ترمب بعرض حماية مؤقتة ل»الحالمين» والمهاجرين غير الموثقين وذلك بمقابل تمويل جدار الحدود، إلا أن بيلوسي والديموقراطيين الآخرين رفضوا هذا العرض. ودعت الصحيفة الرئيس ترمب والديموقراطيين في الكونجرس إلى التوصل لاتفاقية بهدف إعادة فتح الحكومة، مبينة أنه دون ذلك سيتعمق الاستقطاب والانقسام أكثر. وقالت «لقد تم انتخاب قادتنا من أجل أن يخدموا الشعب الأميركي ويجب أن يمثلوا دولتنا بأحسن صورة ممكنة، وحان الوقت لأن يتصرفوا وفقًا لذلك». الإغلاق الحكومي يصدر قرار الإغلاق فى حال عدم توافق إحدى الهيئات التشريعية على تمويل ميزانية البرامج الحكومية للسنة المالية الجديدة يترتب على الإغلاق توقف الحكومة عن تقديم الخدمات غير الأساسية في بداية السنة المالية المعنية يشمل الإغلاق عددا من المؤسسات ويترتب عليه توقف العاملين بها عن العمل ولا يتم دفع رواتب 800 ألف موظف فيدرالي يتأثرون بهذا الإغلاق من أصل 2.1 مليون موظف في أجهزة الدولة المختلفة