دعا تجمع المهنيين السودانيين وثلاثة تحالفات للمعارضة، أمس، المتظاهرين إلى التوجه إلى مكان الاعتصام بمستشفى رويال كير شرق العاصمة الخرطوم، معلنين عن تسيير ما سمي ب«موكب التنحي» في كل مدن البلاد، وذلك عقب احتجاجات أول من أمس، حيث ارتفع عدد القتلى برصاص قوات الأمن في الخرطوم إلى 3، فيما لم يؤكد مسؤولون سودانيون الوفيات الثلاث وأفادوا في وقت سابق أن إجمالي عدد القتلى منذ اندلاع الاحتجاجات في ديسمبر الماضي بلغ 24 عقب قرار الحكومة رفع أسعار الخبز. وأعلن التجمع المعارض أن دعواته للتظاهر ستظل متواصلة، حيث ستسير مظاهرات أخرى غدا تحت شعار «موكب الشهداء» بمدينة أم درمان غرب الخرطوم نحو مقر البرلمان السوداني، بالتزامن مع تظاهرات بأحياء العاصمة.
مطالب دولية واجه السودان دعوات من دول غربية في مجلس الأمن الدولي، أول من أمس، لاحترام حقوق المتظاهرين والتحقيق في العنف الذي أدى إلى مقتل عشرات الأشخاص. ويلتقي المجلس لبحث الوضع في إقليم دارفور المضطرب، إلا أن الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول أثارت مخاوف جدية بشأن العنف ضد المتظاهرين. من جهته، أكد السفير السوداني عمر دهب فضل محمد، للمجلس أن حكومته «ملتزمة تماماً بمنح المواطنين الفرصة للتعبير سلمياً عن آرائهم»، إلا أنها تتصرف «لحماية حياة الناس والممتلكات العامة ضد التخريب وإشعال الحرائق وضد جميع أشكال العنف التي يرتكبها بعض المتظاهرين».
احترام حق التعبير من جهة أخرى، لا تزال الحكومة السودانية تبذل جهودًا من أجل احتواء المظاهرات التي تشهدها مدن منذ أربعة أسابيع، حيث أصدر مجلس الوزراء السوداني قرارًا بزيادة أجور العاملين في القطاع العام، كما عبرت الحكومة السودانية عن احترامها لحق التعبير والتظاهر السلمي، مع التشديد على عدم السماح بانزلاق الوضع للتخريب أو الفوضى لا سيما بعد ارتفاع سقف مطالب البعض إلى تغيير سياسي. وقال مراقبون إن هذه المطالب إذا استمرت وقتا أطول ولاقت دعما شعبيا أوسع فربما يكون على الحكومة البحث عن استجابات مختلفة من بينها إحداث تغيير سياسي وفقا لتفاهمات داخل دائرة السلطة، كذلك إعادة النظر فيما يتردد عن نوايا تعديل الدستور الرامية للسماح للرئيس عمر البشير بالترشح لفترة جديدة في انتخابات العام المقبل، مشيرين إلى أنه من شأن إلغاء مساعي تعديل الدستور طمأنة الشارع واحتواء المظاهرات انتظارًا لموعد الانتخابات.