طرحت بريطانيا، أول من أمس، على مجلس الأمن الدولي مشروع قرار لتوسيع مهمة المراقبين الدوليين المكلّفين بالإشراف على تطبيق اتفاق السويد المتعلق بوقف إطلاق النار في مدينة الحديدة اليمنية، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى ملايين السكان الذين يواجهون خطر المجاعة، فيما شكك مراقبون في التزام ميليشيات الحوثي المتمردة بالالتزام بالجهود الأممية. وينصّ المشروع الذي يتوقع أن يطرح المجلس مشروع القرار على التصويت الأسبوع المقبل، على نشر نحو 75 مراقبا في الحديدة ومينائها وفي مرفأي الصليف ورأس عيسى لفترة أولية مدتها ستة أشهر. يذكر أن المحادثات اليمنية التي جرت في السويد بإشراف الأممالمتحدة توصّلت في 18 ديسمبر الماضي إلى اتفاق ينص على نشر الأممالمتحدة فريقا من المراقبين الدوليين، إلا أن الفريق المتواجد حاليا صغير، ويتألف من 16 مراقبا دوليا، بقيادة الجنرال الهولندي باتريك كامرت. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، قد طلب من مجلس الأمن في وقت سابق، الموافقة على نشر ما يصل إلى 75 مراقبا في مدينة وميناء الحديدة في اليمن لمدة ستة أشهر لمراقبة وقف إطلاق النار وإعادة نشر قوات طرفي الحرب. استمرار نقض المعاهدات
عبر مراقبون عن شكوكهم في التزام الميليشيات الحوثية الإيرانية بالاتفاق، مشيرين إلى أن الميليشيات تعتمد في توجهاتها على نقض العهود والمواثيق والاتفاقات، والذي بدأ قبل الانقلاب الحوثي على الشرعية في اليمن عام 2015 واستمر حتى الآن، مستشهدين في ذلك بما أعلنته خلية التنسيق في مركز العمليات المتقدم بمحور الحديدة، أول من أمس، عن 446 خرقا ارتكبته ميليشيا الحوثي الانقلابية، وحتى 9 من يناير الجاري، مما أدى إلى مقتل 37 شخصا وإصابة، 312 آخرين.
وقال المحلل السياسي الدكتور أحمد الركبان ل«الوطن»، إن مسلسل نقض الميليشيات الإرهابية جميع الاتفاقات، سواء مع الحكومة اليمنية أو تحالف دعم الشرعية في اليمن، لن يتوقف، كون الميليشيات تنفذ مخطط إيران لتدمير المنطقة. وأوضح أن سياسة نقض الاتفاقات والانقلاب عليها تتبعه الميليشيات الحوثية عندما تشعر بخسائرها وقرب القضاء عليها بهدف إعادة ترتيب صفوفها وتموضع قواتها وتهريب الأسلحة وتخزينها، وتنفيذ عمليات إرهابية بحق الشعب اليمني تقوم على التصفية الجسدية وتفجير المنازل واختطاف الأطفال، والتعزير وقتل مشايخ وزعماء القبائل وخصومهم السياسيين. الحسم العسكري
وشدد الدكتور أحمد الركبان على أن الحسم العسكري هو الحل الوحيد لاستئصال هذا الورم الخبيث من جسد الشعب اليمني، وقال «إن القضاء على هذه الميليشيا الإرهابية يجب ألا يتأخر كثيرا، وألا يركن إلى الاتفاقات التي تنتهي كالعادة بالنقض على حساب مستقبل الشعب اليمني المغلوب على أمره، فضلا عن حماية أمن المناطق الجنوبية للمملكة العربية السعودية».
الدور الفعال للتحالف إلى ذلك، قال قائد محور صعدة في الجيش اليمني، العميد عبيد الأثلة، إن الدور الفعال لقوات تحالف دعم الشرعية باليمن في إسناد قوات الجيش ببلاده حقق جزءا كبيرا من أهداف استعادة الشرعية من الميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة من إيران. ودعا العميد الأثلة، خلال تدشين العام التدريبي الجديد، لقوات المحور، إلى رفع مستوى الجاهزية القتالية، والاستعداد الكامل لاستكمال تحرير ما تبقى بمحافظة صعدة ودحر الميليشيات الانقلابية منها، مؤكدا أن نهاية الميليشيا الحوثية الانقلابية قد اقتربت. وطالب العميد الأثلة المجتمع الدولي إلى عدم الانجرار وراء دعوات السلام التي تدعيها الميليشيات وتستخدمها للمكر والخداع.