لا يزال سمو ولي العهد يقدم لبلده كل ما هو مقدر، فمن الصفقات الناجحة ذات العيار الثقيل والتي تقدر بمليارات الريالات، إلى الجولة المباركة التي جاب فيها العالم العربي، ومشاركته الناجحة بقمة العشرين بالأرجنتين، بلا شك كل هذا يصب في صالح الوطن والمواطن. لقد جلب الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- عهدا جديدا من التغيير لحاضر ومستقبل البلاد. إنه جانب مشرق ومضيء لتطلعات أخرى قادمة، ستصل بروح وعزيمة إلى عنان السماء، كما قال هذا الرجل الذي وقف خلفها وخلف المجلسين «الاقتصادي والتنموي» و«الشؤون السياسية والأمنية». كيف لا وهو صاحب الرؤية المستقبلية للمملكة العربية السعودية التي تغطي المكونات التنموية والاقتصادية والاجتماعية. إن «مملكة ما بعد النفط» التي يريد سموه منها تحويل الدخل المادي من النفط إلى الاستثمار، ركبت قطار الإصلاحات المحمل بالاستثمارات الضخمة والمشاريع الواعدة، يأتي في مقدمتها الصناعات الإستراتيجية والتنوع الاقتصادي الذي سوف يساعد على استقرار هذا الكيان ويزيد من نسبة نموه، وخلق فرص عمل للشباب والتقليل من نسبة البطالة والاهتمام بالمرأة السعودية العاملة. في «دافوس الصحراء» مؤتمر مبادرة ومستقبل الاستثمار الماضي، ألقى ولي العهد كلمته الضافية التي أبدى فيها شعورا لا يوصف، اختلطت فيه المشاعر الجياشة والحب الوطني الخالص بينه وبين الشعب، فكانت لحظة لا توصف أذهلت العالم وضيوف المؤتمر، الذين حضروا من خارج المملكة ورأوا الشعبية الجارفة بوسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا «تويتر»، التي غصت بصور ولي العهد مع عبارات الثناء والمديح والتأييد والدعم لسموه، ويكفي ما حققه هاشتاق «كلنا ثقة في محمد بن سلمان» الذي احتل مركزا متقدما في كل من الترند العالمي والسعودي، وظهر ضمن الأكثر تداولا، ووصل عدد التغريدات عبره لأكثر من 31 ألف تدوينة. هذا التفاعل الشعبي ألجم من أساء أو تطاول على ولي العهد، وسيلجم كل من يريد أو يفكر ولو بلحظة المساس به -حفظه الله، فهو فوق الشبهات. تحدث الأمير عما يكنه لهذا الشعب فقال: «إن الشعب السعودي يحمل همة جبال طويق» والتي تمثل القوة والشموخ. وعبر عن فخره واعتزازه بأنه يعيش بين (شعب جبار وعظيم). نعم يا سمو الأمير فبهذا الشعب وبالتكاتف مع القيادة الرشيدة بعد الله سبحانه حافظت المملكة على استقرارها ومكاسبها السياسية والإستراتيجية والاقتصادية، ومضت بخطوات حثيثة نحو التقدم والازدهار، لا توجد فيها أزمات، ولا توجد فيها اضطرابات ولله الحمد. لم يبالغ سموه بهذا الوصف بوقوف الشعب خلف قيادته كأسرة واحدة، لقد رأى مظاهر الولاء والحب للوطن عندما كان طفلا ثم طالبا فمستشارا لوالده ثم وليا للعهد، وأن ما يكنه هذا الشعب للأسرة المالكة من حب متواصل منذ توحيد المملكة على يد جده الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود (رحمه الله)، ومن بعده ملوك المملكة البررة (رحمهم الله جميعا)، وحتى هذا العهد السلماني المجيد بأياديه الأمينة على الوطن والمواطن. اليوم باتت وطنيتنا قوية في تلاحمنا وعصية بتكاتفنا، تكبر يوما بعد يوم، وتزداد صلابة ومنعة. لقد واجه «شعب المواقف والأفعال» جيوشا من الحاقدين المتآمرين على قادته وأمنه واستقراره، ووقف أمامهم كجبل طويق، ولهذا سماهم ولي العهد ب«الجبارين» وهم ليس إلا كذلك، فمصانع الرجال تحكي عن أناس وطنيين مخلصين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل وطن العز والكرامة، أما أولئك الذين في قلوبهم غل فخسئوا وظهرت نواياهم الخبيثة. ما سبق ليس لحظة واحدة، ولكنها لحظات ترافق رجل الجيل الصاعد في المملكة أينما حل، فبورك مسعاه وخاب مسعاهم.