"فض النزاعات العربية العربية، لم تخرج عنها سياسة المملكة العربية السعودية في الملفات الخارجية، خاصة ما يتعلق منها بالعمق العربي الاستراتيجي"، هذا ما وصف به الكاتب السياسي الدكتور يوسف مكي في حديثه إلى "الوطن"، وأشار مكي إلى أن الكلمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين تحديداً في قمة الكويت الاقتصادية الأولى في يناير 2009، كانت مبادرة حقيقة سارت عليها معالم السياسية الخارجية السعودية، في محاولة جادة من الرياض لمحاولة تسيير القطار العربي من حالة التشظي الحاصلة في أكثر من موقف، ولو على حساب حقوق الرياض". وقال مكي إن الرياض سعت جدياً "لتأصيل العمق العربي في حل القضايا الشائكة والخلافات العربية، إلا أن هناك أطرافا إقليمية ودولية لم يسمها تسعى لسحب ذلك التأصيل العربي السعودي"، واستشهد مكي "بالدعوة السعودية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في أوائل نوفمبر الماضي لحلحلة "ملف الأزمة العراقية"، لاجتماع الفرقاء السياسيين في الرياض، دون تدخل في تسيير الملف، وحل الخلافات بين الفرقاء، تحت مظلة الجامعة العربية" مستدركاً مكي: "إلا أن ما حدث كان بخلاف ذلك، لقد ظلت الأزمة عالقة لشهور طويلة دون حسم في تشكيل الحكومة العراقية، فتدخلت أطراف إقليمية وغير عربية لإجهاض الدعوة السعودية العربية، واجتمعوا خلال يومين في أربيل لحل التشكيل، رغم الترحيب العربي الكبير والواسع لها".