من الأمور التي تغيب عن أعداء هذه البلاد الطاهرة المباركة، أو أنهم يجهلونها، أو يحاولون جاهدين تجاهلها، مستخدمين أقوى وأحدث وأشنع الأساليب في ذلك، هي أن الظروف كلما اشتدت وصعبت على هذه البلاد المباركة، تزيد اللحمة والحب والانتماء لهذا الوطن العظيم بين أهله، ويزداد الولاء والتقارب والالتفاف حول قيادته، مستذكرين البيعة التي في أعناقنا على كتاب الله وسنة نبيه في المنشط والمكره. وهذا ما سطره التاريخ عبر صفحاته ومجلداته الموثقة من الأعداء قبل الأصدقاء، مما زاد ذلك غيظ الأعداء وكيدهم وقهرهم. «نعم، نحن الشعب السعودي بكل فئاته وأطيافه، كباره وصغاره، رجاله ونسائه، بلا فوارق ولا طبقات ولا مزايدات، نجدد الوعد بأننا على العهد مصطفون متحزمون متوكلون على الله، ونحن بالحق ومع الحق، حفاظا على وطننا ومقدساتنا وكرامتنا وأعراضنا، ملتفون خلف قيادتنا لحماية وطننا ضد كل عدو، مرخصين النفس والمال والولد، والله على ما نقول شهيد». هذا هو لسان حال كل محب لهذا الوطن المبارك، وديدن أبنائه الأشاوس الأبطال منذ الأزل، ولا يخفى على أي أحد أنه قد مرّ على هذا الوطن على مر العصور الغابرة محن عظيمة وبلايا جسيمة، غالبها تستهدف بالدرجة الأولى هذا الدين العظيم ومقدسات المسلمين فيه، كذلك ثروات هذا الوطن وخيراته والتي أهمها المواطن السعودي. وقد ظن البعض أن وطننا برجاله لن يخرجوا من تلك الأزمات، ولكن هيهات هيهات، فقد كان الرد في كل مرة صارخا موجعا لكل الأعداء، فقد كان أبناء هذه الأرض الطاهرة هم من يقف صفا واحدا قيادة وشعبا، راعيا ورعية، يحمون وطنهم ويذودون عنه بأرواحهم وأولادهم وأموالهم. فتبا لكم أيها المتآمرون على بلد الإسلام، مهبط الوحي، ومرقد حبيبنا محمد -عليه الصلاة والسلام- وأهل بيته الطيبين الطاهرين وصحبه المحجلين والصالحين والشهداء والشرفاء، الذين ضحوا بأنفسهم فداء للإسلام ثم لهذا الوطن الأمين. ثم نقول لكم بلسان عربي إسلامي سعودي واضح بلادنا بلاد الفر والكر، بلاد الرجال والأمجاد، بلاد التاريخ والعز والشرف، ورجالها رجال المواقف، وهم -بعد الله- لن يسمحوا لأحد من الانتقاص أو النيل منها أو محاولة زعزعة أمنها واستقرارها، والعالم كله يعرف أهمية السعودية بلاد الحرمين الشريفين للمسلمين قاطبة، والعالم كله يعلم أيضا أن الإنسان السعودي الحق، والإنسان العربي الحق، والإنسان المسلم الحق، لم ولن يقبلوا المساس بشبر واحد ولا مقدار أنملة من هذه البلاد العظيمة، لأهميتها لدى المسلمين قاطبة. حفظ الله بلادنا وشعبنا وقيادتنا، وبصوت جهور عالٍ مسموع مجلجل نقول: نحن بأنفسنا وأولادنا وأموالنا فداء لهذا الوطن العظيم، ومهما تكالبت علينا الأمم فالله معنا، فهو نعم المولى ونعم النصير، ودام عزك يا وطن التوحيد والسلام، والرجال والأمن والأمان، رغم أنوف الحاقدين الباغضين الجاهلين. اللهم احفظ بلادنا وأدم علينا أمننا وأماننا، واكفنا شر الأشرار وكيد الفجار.