انعقد في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية مؤتمر ( الإرهاب بين تطرف الفكر وفكرالتطرف ) واستمر أربعة أيام وشارك في القاعة النسائية عدد من المثقفات وفي مقدمتهن صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة نهى بنت سعود بن عبدالمحسن. كما شارك عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب . وقد حظي هذا المؤتمر برعاية كريمة من رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية والذي افتتح هذا المؤتمر والمعرض المصاحب له واستمع إلى شرح مُوجز عن أجنحته وما جسده من خدمات للحفاظ على الأمن والتطور اللذين وصلت إليهما هذه القطاعات . وكما هو معروف فقد ابتليت بلادنا بشرذمة ضالة شاذة ممن يتبنون الفكر الضال وهي فئة باغية انحرفت عن وسطية الإسلام وأساءت إليه وأدت إلى تشويه صورته في ذاكرة العالم وأعطته الفرصة على مواجهة المسلمين واتهامهم بالإرهاب والتطرف، وأضرَّتْ بالأقليات المسلمة في العالم أجمع، ولهذا ينطبق عليهم قول الله تعالى ( وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون ) البقرة 10 هؤلاء الذين يؤمنون بالفكر الضال وينفذون العمليات الإرهابية ما هم إلاَّ خوارج هذا العصر وخارجون عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين.. إنهم شرذمة استحلوا دماء الأبرياء وسعوا في الأرض فساداً وفتحوا الطريق أمام أعداء الإسلام للقدح في الشريعة ووصفها بأنها أمة إرهابية.. مع أن الإسلام دين بناء لا هدم ودين سلام لا دين قتل وترهيب وتخويف وترعيب..! لكن ( ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله ) فاطر43 جاء هذا المؤتمر لكشف الصواب وتصحيح الأخطاء ، لهؤلاء الخارجين على ولاة الأمر وعلى القيم والأخلاق الإسلامية وأصبحوا مطية لأعداء الإسلام ينفذون على أيديهم ما يريدون بالأمة من مَكر وكيدْ..! هذا المؤتمر ما هو إلاَّ لتعزيز منهجية الحوار المستنير ولدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية وليوضح الجهود الأمنية المباركة في الذود عن حمى الدين والوطن والضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر وقد قال تعالى ( وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) الإسراء 81 لنقف وقفة احترام وإجلال ونحن نتذكر فئة عظيمة ضَحتْ بالغالي والنفيس وبأرواحها الطاهرة من أجل دينها وثرى الوطن الغالي وأمتها.. إنهم الشهداء الذين استشهدوا في مَيادين الشرف والوفاء لنقول لهم هنيئاً لكم بهذا الاستشهاد وإلى جنة النعيم بإذن الله. والآن وقد أصبحت بلادنا ولله الحمد قِبلة لكل من يريد التعرف على سُبلْ مكافحة الإرهاب لينهَل من أساليبنا وطرقنا في مكافحته نقول لهم من الممكن تزويدكم بأساليبنا في القضاء عليه ولكن كيف لنا أن نُعلِّم رجال أمنكم الولاء والانتماء والوفاء للوطن وحب ولاة الأمر كما هو الحال لدى رجال الأمن البواسل في بلادنا الغالية فالتفاني والإخلاص والترابط المتين بينهم وبين القيادة متجذر بل يَسْرى في مَجرى دمائهم خلاف إيمانهم القوي بمقولة وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه..! [email protected]