في المتغيرات الدولية وسياسة العولمة وضجيج الأخبار المتلاحقة والتحليلات الإعلامية العبثية والمهنية، تختلط كثير من الأمور لدى العامة، وحتى عند بعض المثقفين، فتصبح صورة الحقيقة مشوشة ومشوهة بشكل مؤسف ومقلق. والمتابع لما يدور في زحمة الحملات الإعلامية والسياسية الغربية ضد السعودية في قضية الكاتب خاشقجي -رحمه الله- يلحظ هذا الضجيج والتشويش الظاهر، ولست بصدد كشف الوجه الحقيقي للقضية برمتها، فهذه تحتاج إلى أكثر من قلم وتحليل من متخصصين مهنيين ومستقلين أعرفُ مني بالسياسة والإعلام، فأنا مجرد متابع في قلمي قطرة حبر، لكن أشير إلى بعض أوجه القبح في التعاطي الإعلامي الغربي، أو أكتفي بطرح بعض الأسئلة، وخلالها يظهر بصيص نور في عتمة كبيرة. يعد الإعلامي الراحل جمال خاشقجي ظاهرة إعلامية، ولا يخفى تاريخه في الكتابة والإعلام، ولكن السؤال الذي يفرض نفسه: هل تم استغلال قضية وجوده خارج بلاده من الإعلام الغربي، للإساءة للسعودية؟ سياسة الاستغلال الغربي والصيد في الماء العكر لعبة قديمة، وهي تبرز بشكل ظاهر في الإعلام الغربي، وفي سياسات الغرب الحديثة لاحظ استغلال قضية ك«داعش» والقاعدة ضدنا رغم أن التمويل لهما وغيرهما من قواعد الإرهاب غربي بالأصالة، ويكفينا اعتراف هيلاري كلينتون بالصوت والصورة بالدعم الأميركي ل«داعش». إذًا فمن الذي استدرج شبابا «أغرارا» في عمر الزهور للانضمام إلى جماعات العنف والإرهاب في الشرق الأوسط بالأخص، ثم استغل الظاهرة بلصق صفة الإرهاب والعنف بالسعودية ومناهجها التعليمية. وقس على ذلك كثير من الغثاء الإعلامي الغربي الذي خصص حملاته لتشويه منهج الاعتدال السعودي، ووصمه بكثير من التشويه، بل والتشويه المتعمد لصورته منذ فترة طويلة. صحيح هناك أخطاء عندنا كأي دولة في العالم، ولكن بالتصحيح والتجديد المستمر الذي لا يقف في وجهه إلا لعبة الإعلام الغربي القديمة لتمرير أهداف وأغراض وسياسات عليا مشبوهة، وابتزاز جديد يضاف إلى أساليب كثيرة ومعقدة وتخفى على كثيرين. لاحظ كيف يتم استدراج الشباب السعودي للانضمام إلى المعارضة في الخارج ودعمها وتمويلها بشكل سرّي، وتوجيهها لتكون أداة هدم في البيت الوطني السعودي، وبشكل مستمر ومقنن ومدروس، في دوائر إعلامية لخدمة سياسة غربية خبيثة في دهاليز الإعلام الخفية، التي تخفى على شباب قليل الثقافة ضعيف البصيرة والرشد. إن لعبة الإعلام والسياسة الغربية، لعبة الاستدراج والاستغلال، ثم الابتزاز لم تعد تخفى ولا ينبغي أن تنطلي على شباب الوطن، كما انطلت على الكاتب خاشقجي. وفي هذه اللحظة التاريخية الحاسمة في الموقف السعودي على الشباب أن يعرف أننا في مخاض سياسي عربي وغربي جديد، مغلّف بدعايات مغرضة وسياسات معادية وإعلام متغوّل، لتمرير فوضى خلّاقة تمهد الطريق لتقسيم الوطن العربي، والتطبيع التام مع العدو الصهيوني، والتكالب على وليمة النفط لخدمة مصالح عبرية وغربية مشتركة، فقل كلمتك الوطنية.. وامش.