يمر علينا عيدنا الوطني الثامن والثمانون والمملكة ولله الحمد والثناء تزدان بحلتها القشيبة من النمو والتطور في جميع المجالات. نعم لقد مرت المملكة بأوقات عصيبة اُختبر فيها ولاء أبنائها وثباتهم في تلك الأوقات، من حروب وفوضى في الدول المجاورة، لكنها بقيت بعون الله وثبات وولاء أبنائها أمام تلك الأحداث صامدة قوية، تلتف حول قيادتها في ملاحم تُسطر بأحرف من نور. ومنذ انضمام نجران إلى عقد توحيد الوطن، وهي تقف شامخة كدرع يحمي الوطن من الجنوب، حيث تحطمت على حدوده كل أوهام الأعداء منذ الستينات وحتى يومنا هذا، وأبناؤها يضربون الأمثال في حب هذا الوطن والدفاع عنه بكل ما أوتوا من قوة، فلقد قاوم أبناؤها غزو جيش الإمام يحي حميد الدين بقيادة ابنه الحسن عندما غزا نجران عام 1351 بمقاومة باسلة، اضطر فيها الإمام المتوكلي إلى الانسحاب، وفي عام 1962 وبعد اندلاع ثورة 26 سبتمبر اليمنية، والإطاحة بالإمام محمد البدر بمساعدة الرئيس جمال عبد الناصر وإرساله جيشا إلى اليمن، بدأ ينتشر ويتمركز على حدود نجران الجنوبية، صمد أبناء نجران بمساعدة القوات السعودية في التصدي له وإحباط تقدمه نحو حدود المملكة في عرق أبو داعر، وبعد سيطرة الميليشيات الحوثية التابعة لإيران بدأت محاولات من هذه الميليشيات في إقامة مناورات في منطقة البقع على حدود نجران، إلا أنها أدركت أنها ستكون في مواجهة قبائل يام وأهالي نجران المخلصة لوطنها وقيادتها، فرجعت على أعقابها إلى جحورها في صعدة وجبال مران. كل هذا الصمود والولاء والثبات في حب الوطن والذود عن حياضه مواقف يسجلها التاريخ لأبناء المنطقة في صور تتجلى فيها كل المعاني السامية، وبكل الشموخ الذي يعتلي جبال نجران وبكل الإباء المرتسم على نخيلها الباسق والممتد على ضفاف الوادي، وبكل الوفاء المشرق على وجه كل نجران، تسعد وتفرح بهذا اليوم الأغر، وتود أن تزف مشاعرها المبتهجة للانطلاق نحو مستقبل أجمل، يرسم ملامح يكسوها الفرح والاعتزاز بوطن أوسع فضاءً وأكثر إشعاعا وأجدر بمعانقة النجوم المضيئة في القرن الواحد والعشرين، ليسير نحو مستقبل تتألف فيه العقول العاشقة للنور، وتتماسك فيه السواعد لتبني حلما جميلا يتلألأ إشراقا في عيون الأجيال القادمة المتطلعة لرؤية 2030، وفي هذا اليوم المجيد نهنئ قيادتنا ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وولي العهد الأمين وكل أفراد شعبنا الحبيب بهذه المناسبة العظيمة، التي يجتمع فيها كل أبناء الشعب تحت راية التوحيد، مرددين سارعي للمجد والعلياء، مجدي لخالق السماء، وارفعي الخفاق أخضر، يحمل النور المسطر، رددي الله أكبر، يا موطني.