- من لطائف التوافقات، والفأل الحسن، لهذا السمو الوطن؛ أن توافق ذكرى وحدته وتوحيده، لهذا العام مع «يوم عرفة»، الركن الأساسي للحج، الذي يجتمع فيه ملايين المسلمين، من أصقاع الدنيا، على صعيدٍ واحد، وبلباسٍ واحد، في عبادةٍ واحدة، في دلالاتٍ لطيفة، على أنّ قدر هذا الوطن العظيم، أن يكون منبع الإسلام والسلام، ومشرق النور والإيمان، وموطن الرحمة والأمان، ورمز الوحدة واجتماع الكلمة، وتلك أسمى الصفات، وأكرم الهبات، من رب الأرض والسماوات، وما أجمل أن تتوافق ذكرى يومنا الوطني المجيد، مع هذا اليوم الإيماني العظيم، لنعلم جميعاً أن هذا «البلد الأمين» ليس كسائر البلدان، مجداً وطهراً وعزاً، شرّفه الله بالحرمين، وأكرمه بخدمة الإسلام والمسلمين. - وتتوالى أفراح الوطن وأعياده؛ بحلول عيد الأضحى المبارك، في أجواءٍ عامرةٍ بالإيمان والسكينة، يقدم فيها أبناء الوطن وقياداته، أقصى الجهود والخدمات، لضيوف الرحمن، إِيمَاناً واحتساباً وواجباً، رغم الصعوبات والتحديات، غير آبهين بالحاسدين والمتربصين، الذين لا ترى أعينهم الوقحة، جبال الحسنات والنجاحات، ولا يبصرون سوى فواجع الأقدار، وصغائر الهفوات، فأعيادهم الرقص على الجراح، والمتاجرة بدماء الأبرياء، ولن ينالوا سوى العار والذل، حينما فقدوا المروءة والعدل، وسيواصل وطننا الشامخ -بإذن الله-مسيرة العطاء والنماء والإنجازات. - وفي ميادين الشرف والشجاعة؛ تتواصل أعياد الوطن، بما يقدم جنوده البواسل، من ملاحم البطولات، وعظائم التضحيات، دفاعاً عن الدين والأرض والعرض، مجاهدين ومرابطين، على حدودنا الجنوبية، وفي جبهاتنا الداخلية، لا يدخرون جهداً ولا دماً ولا نفساً، كأعظم ما يكون الوفاء، وأجود ما يكون العطاء، وأجمل ما يكون الإيثار. -ختاماً؛ عشت يا وطني باسقاً.. عالياً.. طاهراً.. كما خُلِقْت، ودامت أعيادك.. ومآتم حسادك.. كما عُشِقْت..! عيدك شموخ أعياد يا موطن النور ذكرى اعتزاز.. وحج.. أضحى.. بطولات ثراك تهليلٍ.. وتسبيح.. منثور حتى لو إِنَّك أرض: كلك سموات. [email protected]