المملكة العربية السعودية وهي تحتضن المقدسات تتشرف قيادة وشعبا بخدمة الحجاج والمعتمرين، والجميع يعتز بذلك ويعتبره واجبا مقدسا، تتعلق قلوبهم وتتشوف أبصارهم إلى مرضاة الله وحده في كل جهد أو خدمة تقدم لضيوف الرحمن، وما تحققه هذه البلاد من نجاحات في مواسم الحج وعمارة الحرمين الشريفين يدعو إلى الدهشة والإعجاب في سخاء المملكة، وما توليه من عناية فائقة بشؤون الحرمين، وقدرتها على إدارة وتنظيم وأمن وصحة هذا العدد الهائل من الحجاج في كل عام. لا شك أن عوامل النجاح كثيرة وأهمها الاهتمام الكبير من القيادة ومتابعتهم لأدق تفاصيل الأداء، وكذلك الفكر السعودي الذي يؤسس لثقافة البذل والعطاء والحب والتضحية والقدوة في تقديم الخدمات المميزة لضيوف الرحمن، وقد شاهد العالم عبر القنوات المختلفة بعضا مما رصدته عدسات المصورين من لقطات عفوية لبعض رجال الأمن أو الكشافة أو المتطوعين، وهم يؤدون خدمات راقية وجليلة للحجاج تتجاوز بكثير المهام المطلوبة منهم، الأمر الذي جعل كل من رأى هذه المشاهد العظيمة يجزم أن هناك وعيا فكريا ودافعا قويا للتميز والتفرد في تقديم الخدمات لضيوف الرحمن، إنه تلبية لنداء المولى عز وجل (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى وعهدنا إلى إِبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركعِ السجود). ورغم النجاحات الواضحة والمدهشة التي يشهد بها الجميع إلا أن لغة الأرقام تظل لها بريقها المميز، وهذا ما جعل الإعلامي العراقي يسأل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة والرجل الملهم لطاقات الشباب، عن نسبة نجاح الحج؟ رغم أن الإعلامي لم يخف دهشته وانبهاره بالخدمات وسلاستها وجودة التنظيم فكان رد الأمير خالد بأنه لا يستطيع إعطاء أي نسبة للنجاح. ليس لأن الأرقام لا تهمه، ولكن لأن الأمير لا سقف عنده للنجاح ولا حدود له، فمبدأ الأمير خالد أن التحسين والتطوير المستمر لا يتوقفان وليس لهما نسبة محددة، فنجاح موسم أي حج هو قاعدة يبنى عليها للموسم الذي يليه ليكون أرقى خدمة وأكثر نجاحا. هذه هي المملكة، وهكذا هم قادتها وشعبها، عطاء بلا حدود وطموحات تعانق السماء. كل الدعوات والتهاني والتبريكات لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وأمير منطقة مكةالمكرمة ونائبه، ولكل المشاركين في الحج على هذا النجاح الباهر وهذا العطاء المستمر، ونسأل الله أن يحفظ هذه البلاد ويبارك في قيادتها ويديم علينا الأمن والأمان إنه سميع مجيب.