أكد الخبير السياسي مبارك آل عاتي ل«الوطن»، أن القمم السعودية والإماراتية مع إريتريا وإثيوبيا، أبرزت قوة الدبلوماسية العربية في احتواء دول القرن الإفريقي لقطع مطامع ملالي طهران، الذين يسعون إلى التوغل في منطقة البحر الأحمر، خاصة عبر جزر «دهلك» الإريترية وميناء «عصب» الإستراتيجي، مبينا أن دول تلك المنطقة ترى أن السعودية تملك جميع المغريات لتحفيز ونمو اقتصاداتها، مشددا على أن المنطقة العربية يهمها كسب هذه الدول لتأمين الممرات، وقطع الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن. أكد خبير في الشأن السياسي أن قمة خادم الحرمين الشريفين والرئيس الإريتري، إلى جانب القمة الثلاثية التي كانت بين إريتريا وإثيوبيا والإمارات، أبرزت الجهود الدبلوماسية السعودية بالتعاون مع الجهود الإماراتية المتواكبة في اكتساب جمهورية إريتريا واحتوائها لصالح الصف العربي والمصالح العربية، قبل اختطافها وعزلها من قبل الأطماع الإيرانية، التي تسعى للتوغل في منطقة البحر الأحمر عبر جزر «دهلك» الإريترية وميناء «عصب» الإستراتيجي.
الموقع الإستراتيجي أوضح الخبير مبارك آل عاتي، خلال حديثه ل«الوطن» أن إريتريا تتمتع بموقع جيوسياسي مهم جدا للعالم العربي، فهي جزء مؤثر في سواحل البحر الأحمر، وهي على مرمى حجر من السواحل السعودية واليمنية، ولها حدود برية مع السودان تمتد لأكثر من 600 كم. وتابع قائلا «تم توقيع ترسيم الحدود البحرية بين إريتريا والسعودية، وهي التي كانت تحتل أرخبيل جزر«حنيش» اليمنية الإستراتيجية، كما أنها وقعت عام 2008 اتفاقية مع إيران سمحت بموجبها بتواجد إيراني في جزر «دهلك» وفي موانئها وسواحلها المقابلة للسواحل العربية، مما مثل تهديدا خطيرا ومحدقا بالأمن العربي ككل والسعودي بشكل أخص».
المصالح المتبادلة أوضح آل عاتي أن إريتريا كانت في حرب مستمرة دامت لأكثر من 20 عاما مع جارتها الغربية إثيوبيا التي لا تتمتع بأي سواحل، مشددا على أن الدبلوماسية السعودية نجحت في انتهاج سياسة «الانفتاح الحذر» المتصاعد والمحفز للمصالح الإريترية، والتي تأكد لها أن السعودية تملك كل مغريات تحفيز ونمو الاقتصاد الإريتري الذي يحتاج إلى الطاقة السعودية، والتي ستتواصل تباعا بأسعار مغرية ومحفزة، إلى جانب الحاجة لاستثمارات رجال الأعمال السعوديين.
إبعاد شبح الحروب أكد آل عاتي أن إريتريا تحسب للسعودية ومعها الإمارات، نجاحهما في إنهاء النزاع التاريخي بينها وبين جارتها الكبرى إثيوبيا، والتي انتهت إلى تطبيع العلاقات وفتح السفارات وتسمية السفراء وفتح الحدود والمطارات بينهما وفتح الموانئ، مبينا أن المنطقة العربية يهمها بكل تأكيد كسب إريتريا بسبب العلاقات التاريخية ولتأمين الممرات البحرية وفتح المجال الإريتري لعمليات التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن. وأنهى آل عاتي حديثه قائلا «ستجد المنطقة العربية في إريتريا شريكا مفيدا ومؤثرا وفاعلا، وستساعد العلاقات المتطورة في تأمين عمليات التحالف العربي والابتعاد عن ابتزاز بعض الأشقاء».
القرن الإفريقي شبه جزيرة تقع شرق إفريقيا تحتضن جيبوتي والصومال وإريتريا تجاورها كينيا وإثيوبيا تتحكم بمضيق باب المندب تعد منطقة إستراتيجية تربط آسيا وإفريقيا وأوروبا
المطامع الفارسية فيها: محاولة السيطرة على موانئها زرع الميليشيات الإرهابية التحكم بالممرات المائية في باب المندب بوابة لتهريب الأسلحة وخبراء الصواريخ للداخل اليمني