لجأ وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لخبرته الدبلوماسية في تسيير الاجتماع الأول لاتحاد الإذاعات الإسلامية المنعقد أمس بمقر أمانة منظمة المؤتمر الإسلامي في جدة. ودار النقاش والجدل حول الدول التي يحق لها الانضمام في هيكل المجلس التنفيذي، الذي سيسير أعمال الاتحاد في السنوات اللاحقة، حيث كان معيار الانضمام – وفقاً لسياسة المنظمة- محصوراً في تسديد الرسوم والالتزامات المالية المقررة للمنظمة خلال السنوات الخمس الماضية بنسبة 100%، ثم 80% ثم 60%، والنشاط التفاعلي لتلك الدول. واستطاع خوجة، الذي وصفه أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو ب "الرجل السياسي الكبير والدبلوماسي المرموق"، انتشال اختلاف الدول "بحل وسطي" يتيح للدول النشطة التي لم تلتزم بدفع الرسوم، المشاركة التفاعلية بالمجلس". وخيم "التحدي الإعلامي المستقبلي"، في ظل التطور السريع لوسائل الاتصال، على أعمال الاجتماع الأول، فمن ناحية الإدارة التي ستدير أعمال الاتحاد والتي فضل المجتمعون ب "الإجماع" الابتعاد عن "التضخم الوظيفي على حساب المهنية والميزانية المالية العامة للجمعية"، وبحسب عدد من مندوبي الدول الذين التقتهم "الوطن"، في ردهات ما بعد الاجتماع "الخوف من العودة لحالة الإرباك التي أصابت الذراعين الإعلاميين لمنظمة المؤتمر الإسلامي "اتحاد الإذاعات الإسلامية (IBU)، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية (إينا)"، وتأكد ذلك "القلق" في كلمة البروفيسور أوغلو الذي قال: "تتبدى أهمية هذا الاجتماع للجمعية العامة لاتحاد الإذاعات الإسلامية الذي نشأ قبل 35 عاماً خلال المؤتمر الإسلامي السادس لوزراء الخارجية الذي عقد في جدة، حيث قدم لذلك المؤتمر مشروع النظام الأساسي لمنظمة الإذاعات الإسلامية، بهدف التعاون بين الإذاعات في العالم الإسلامي، وتبادل البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تخدم أهداف المنظمة، ثم أنشئت الأمانة العامة لهذه المنظمة في عام 1977" واستدرك أوغلو بالقول: "وانتاب المنظمة التعثر والارتباك، ولم تستطع الانطلاق، بل أخذ منها الفتور والركود كل مأخذ". وقال أوغلو، في كلمته التي وصفها خوجة بأنها شفافة وصريحة، "هناك ثورة معلوماتية كبرى في مجال الاتصالات والإعلام، وخصوصاً في قطاع الإذاعة والتلفزيون نجم عنها هذا الكم الهائل من القنوات الإعلامية والإذاعية، وقد حز في أنفسنا أن مؤسساتنا الإعلامية قد فشلت فشلاً ذريعاً في مواكبة هذه الطفرة العالمية". وبحسب معلومات المؤتمر الإسلامي فإن تشكيل الجمعية العامة لاتحاد الإذاعات الإسلامية، جاء في الدورة السابعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الإعلام في سبتمبر 2006 بجدة، حيث تبنى الوزراء إعادة هيكلة وكالة الأنباء الإسلامية الدولية على ضوء دراسة علمية، لمكتب متخصص بالدراسات، وفي يناير 2009، تم اعتماد الهيكلة الجديدة للوكالة في مؤتمرهم الثامن في الرباط بالمغرب، وفيما يتعلق بمنظمة الإذاعات الإسلامية وافق المجتمعون في 2006، على تغيير المسمى إلى "اتحاد الإذاعات الإسلامية"، بعد دراسة استمرت 6 أشهر حيث وضع هيكل تنظيمي ووظيفي وخطط عمل جديدة متضمنة برامج عمل الاتحاد وآلياته التنفيذية برئاسة وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وتم في اللقاء أمس تعيين الماليزي زين العابدين إبراهيم مديراً عاماً للاتحاد، بعد اختياره ضمن قائمة طلبات ترشيح عشرة شخصيات، فاختير من قبل عدد من اللجان المُحكمة، وتعد الميزانية الجديدة القادمة هي الأعلى وفقاً لرئاسة المجلس التنفيذي بهدف تنفيذ عدد من البرامج التي ستخدم صورة الإسلام والمسلمين للعالم الآخر، وخلق جهاز جديد للإذاعات الإسلامية يقوم بالدور الذي تنتظره الأمة الإسلامية.