أرجع خبراء سياسيون السبب الرئيسي لفشل الأممالمتحدة في حل الأزمة اليمنية، وعجزها عن تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة إلى ضعف المبعوثين، وتأثرهم بالوصاية الإيرانية ومن يدور في فلكها، حيث بدأها المبعوث الأسبق جمال بن عمر بشرعنة الانقلاب عندما ساوى بين ميليشيات الحوثي الإرهابية والحكومة الشرعية، ولم يستطع اتخاذ أي قرار للحفاظ على كيان الدولة اليمنية. وأرجع المحلل والخبير الإستراتيجي الدكتور أحمد الركبان ل«الوطن» عجز وفشل مبعوثي الأممالمتحدة الثلاثة «جمال بن عمر، وإسماعيل ولد الشيخ، ومارتن غريفيث، إلى التدخل السافر من قبل ملالي إيران ومن يدور في فلكهم من دول معروفة كقطر، مؤكدا أن الوصاية الإيرانية على القرار الأممي مستمرة منذ عام 2014 إلى اليوم، ويتضح ذلك من خلال التصاريح والتقارير المتناقضة للمبعوثين، وصمتهم إزاء جرائم تجنيد الأطفال وتفجير المنازل والقرى وضرب المدن بالقذائف والصواريخ، ونهب المساعدات، وزراع أكثر من نصف مليون لغم في جميع مناطق اليمن، وإرسال الصواريخ الباليستية تجاه الأراضي السعودية. وأبان الركبان أن المبعوث الحالي مارتن غريفيث لم تتضح الرؤية الكاملة حول قدرته على تغيير نهج من سبقوه، حيث إنه سرعان ما تغير رأيه بمجرد مقابلة الانقلابيين في صنعاء، وهو ما جعلنا نشعر بعدم حدوث أي تقدم على الرغم من رحلاته المكوكية، واصفا خطته بأنها على المحك من خلال جولته القادمة في عدنوصنعاء. أدوار مشبوهة من جانبه، أكد المحلل السياسي الدكتور نجيب غلاب ل«الوطن»، أن السلام عبر طاولة المفاوضات يتم هدمه من قبل المبعوث الأممي الذي تناسى دوره كوسيط، وأصبح قوة مضافة لشرعنة التمرد الحوثي، مضيفا «إن المبعوث الأممي بدا غير ملتزم بالمقررات الأممية، كما بدا دوره المرتبك وكأن الأممالمتحدة جناح سياسي للتمرد والسطو الحوثي». وقال غلاب «إن غريفيث يتعامل مع الحوثيين وكأنهم الدولة، وهذه الطريقة هدفها نقض الشرعية لصالح التمرد والإرهاب الحوثي»، مبينا أن هذا التحول الجديد في المسار الأممي لن ينتج أي سلام، بل سيزيد من اشتعال الحرب واستمرار تعنت الحوثيين. وشدد غلاب على أن لدى الحكومة الشرعية قرارات أممية تحت البند السابع ومن حق الدولة اليمنية وشركائها في التحالف إنهاء التمرد بالقوة، وهذا حق مشرعن بالدستور وبموافقة الجامعة العربية والقرارات الصادرة من مجلس الأمن، مرجعا سيطرة الانقلابيين على المناطق إلى السلوك التفاوضي للمبعوثين السابقين واستغلالهم لثغرات أخطائهم.