انتقد عدد من أعضاء مجلس الشورى أمس، تقرير مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة امتد إلى وصف أحد الأعضاء المدينة بالجثة الهامدة. وقال الدكتور ناصر الموسى إن تقرير المدينة عبارة عن جثة هامدة والمعلومات التي اعتمدت عليها الطاقة الذرية في تقديم تقريرها تعود لعام 2016، وكما هو معلوم فإن مجال الطاقة الذرية متغير بشكل متسارع، وبين أن التقرير هو الثاني للمدينة الذي يصل إلى مجلس الشورى متأخراً، ولم توضح اللجنة المعنية أسباب التأخير، ولفت إلى أن التقرير يحتوي بعض الإستراتيجيات والمبادرات والخطط ولكن لم تؤطر زمنياً ولم تحكم بأدوات للقياس والتنفيذ وبالتالي فهي عديمة الجدوى. جاء ذلك خلال مناقشة مجلس الشورى تقرير لجنة الاقتصاد والطاقة بشأن التقرير السنوي لمدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة للعام المالي 1437/1438.
احتياطيات محلية طالبت لجنة الاقتصاد والطاقة في توصياتها التي تقدمت بها إلى المجلس مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة بإيجاد آليات وتنظيمات تمويلية مشجعة للقطاع الخاص للاستثمار في مجال الطاقة وتعظيم المحتوى المحلي في مشروعاتها، وذلك بالتعاون مع القطاع البنكي وصناديق الإقراض الحكومية. ودعت اللجنة المدينة إلى العمل مع الجهات المعنية لتحديد الاحتياطيات المحلية من خامات اليورانيوم ومدى مناسبتها وجدوى استغلالها لتلبية الطلب المحلي عليها مستقبلا. وطالبت اللجنة في توصياتها المدينة بالعمل على معالجة التحديات المتعلقة بالبنية التحتية اللازمة لتنفيذ مشروع الطاقة الشمسية المتفق على تشييده مع صندوق رؤية سوفت بنك، وتهيئة التشريعات المناسبة لجعله أكثر تنافسية. تثقيف مجتمعي لفتت الدكتورة جواهر العنزي إلى أن سن الأنظمة واللوائح من صميم عمل المدينة، موضحة أنه مر على إنشاء المدينة 8 سنوات ولم يكن هناك أي أنظمة أو لوائح، وبينت أن وجود الأنظمة واللوائح سوف يساهم في استقطاب الاستثمارات والمستثمرين لذلك وجب العمل على هذا الموضوع، كما أن البرنامج البحثي لا يرتقي لمستوى الطموحات لذلك نأمل من المدينة أن تهتم بهذا الجانب. وأشار الدكتور طارق فدعق إلى أن مجلس إدارة المدينة لا يوجد به ممثلون للقطاع الخاص رغم أنها تعتبر جاذبة للاستثمارات والمستثمرين، ولذلك وجب أن يكون هناك تمثيل لهذا القطاع ضمن مجلس إدارة المدينة، كما أنه لا توجد أي أنشطة أو تحذيرات من مخاطر المواد المشعة أو حتى ما يعرف بالتثقيف المجتمعي للمجتمعات التي تكون بالمقربة من المفاعلات النووية أو الذرية ويجب العمل على التأكيد على أنها طاقة أمنة. وطالبت الدكتور فوزية أبا الخيل بتأسيس مركز في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وبالتعاون مع الجامعات بهدف تطوير البحوث والابتكارات الخاصة بالطاقة الشمسية. طاقة بديلة تساءل الدكتور منصور الكريديس «ماذا حققت المدينة بعد 8 سنوات من قيامها على أرض الواقع؟»، وقال لا يوجد شيء يؤكد مضي المدينة في بناء المفاعلات الذرية أو النووية، مؤكدا الحاجة إلى خطة زمنية لإنتاج الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية، ودعا إلى حضور رئيس المدينة لإيضاح واقع المدينة وخططها المستقبلية وطموحاتها، فيما لفت الدكتور خالد العقيل إلى تفاقم تكاليف فاتورة الكهرباء والماء على المواطن، مما يزيد الحاجة إلى الطاقة البديلة والمتجددة، ولا بد من وجود تنسيق بين مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة وبين شركة الكهرباء في إيجاد حلول بديلة للطاقة النظيفة بعيداً عن استخدام البترول في إنتاج الكهرباء، كما أنه يجب أن يكون هناك تنسيق بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ومركز كفاءة الطاقة والمؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة لتحلية مياه البحر باستخدام الطاقة الشمسية. بدوره أكد المهندس محمد النقادي أن المدينة تعتمد في دراساتها وبحوثها على بحوث تعود إلى عامي 1961 و1983 ونحن الآن في الحقبة الثالثة للألفية ويجب أن يكون هناك تطور في مستوى البحوث والدراسات للمدينة. مفاعلات نووية بين الدكتور عبدالإله الساعاتي أن الاستهلاك اليومي للبترول محلياً يقدر ب 3 ملايين برميل، وفي سنوات قادمة سوف يرتفع هذا الاستهلاك بشكل كبير جداً، كما أن نسبة الطلب على الكهرباء والماء تقدر ب 5% سنوياً، لذلك وجب علينا التحول إلى الطاقة البديلة والطاقة المتجددة مثل طاقة الشمس وإنتاج الطاقة من المفاعلات النووية، خصوصاً مع صدور الجيل الثالث من محطات الطاقة النووية، وبين أن هناك 450 محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية في العالم، وأن نمو الطاقة الشمسية في العالم بلغ 34% وأن القيمة السوقية لهذه الطاقة تبلغ 150 مليار دولار، وللأسف لدينا ما يعادل 6% من نسبة اليورانيوم في العالم، ولدينا شمس قد حبانا الله بها نستطيع أن نستفيد منها على مدار العام. إنجازات وتطلعات قال الدكتور خالد آل سعود أن مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة جاءت متأخرة في ركب قطار التطور والتجديد في مجال الطاقة البدلية، كما أنها جاءت متأخرة في تحقيق أهدافها التي أنشئت من أجلها، فميزانية المدينة تقارب 700 مليون ريال وعدد موظفيها 300 موظف، وإنجازاتها ليست رئيسية بل ثانوية، لذلك وجب أن تقف مع نفسها وتراجع ما حققته من إنجازات وتطلعات. وطالب سعد السبتي المدينة بأن تضع أهدافا واضحة وطموحة قابلة للتطبيق والقياس وكذلك آليات لتحقيقها، وعلى اللجنة متابعة تلك الأهداف بشكل مفصل مع المدينة عبر تقريرها السنوي. مكافحة الاحتيال استمع مجلس الشورى في مستهل جلسته أمس إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الأمنية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه التقرير السنوي لوزارة الدفاع للعام المالي 1437/1438، ووافق على عدد من القرارات بشأن التقرير السنوي لوزارة الدفاع للعام المالي 1437/1438، التي تدعم جهود الوزارة وخططها لتطوير منسوبيها وقطاعاتها المختلفة، كما وافق المجلس على قرار آخر بمشروع لنظام مكافحة الاحتيال وخيانة الأمانة. 30 مادة وافق الشورى على مشروع اللائحة التنظيمية لشؤون الأئمة والمؤذنين في الحرمين الشريفين، واتخذ المجلس قراره بعد أن استمع إلى وجهة نظر لجنة الشؤون الإسلامية والقضائية بشأن ملحوظات الأعضاء وآرائهم التي أبدوها تجاه مشروع اللائحة في جلسة سابقة. وتتكون اللائحة من 30 مادة وتهدف إلى تنظيم شؤون الأئمة والمؤذنين في الحرمين الشريفين وبيان حقوقهم وواجباتهم ومسؤولياتهم. وطالب الشورى في قرار آخر الهيئة العامة للجمارك بتفعيل برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد من منظمة الجمارك العالمية. أبرز الانتقادات والمطالبات لمدينة الطاقة تقرير المدينة غير مواكب للتطورات غياب الإستراتيجيات والمبادرات والخطط نقص الآليات والتنظيمات المشجعة للقطاع الخاص العمل على تحديد الاحتياطيات المحلية من اليورانيوم معالجة تحديات البنية التحتية للطاقة الشمسية تأسيس مركز لتطوير البحوث والابتكارات خطة زمنية لإنتاج الطاقة الذرية للاستخدامات السلمية