أكد مستشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني للتراث والثقافة أستاذ النقد المعماري بكلية العمارة والتخطيط في جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل بالدمام الدكتور مشاري النعيم، أن مركز التراث العمراني يُعد نقلة كبيرة له ولكل الزملاء العاملين فيه، مشيرًا إلى أن المركز أسهم مساهمة كبيرة في صنع ثقافة التراث العمراني في المملكة خلال السبع سنوات الماضية، منوهاً بدعم الأمير سلطان بن سلمان الذي كان مؤمنًا أن المملكة تملك الكثير من المخزون التراثي وأنه يحتاج إلى عمل مؤسسي لإظهار واستثمار ودراسة وإبراز وإخراج هذا التراث العمراني للنور. جاء ذلك خلال لقاء له بعنوان «تجربتي في التراث العمراني» نظمه مركز التراث العمراني بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في البيوت الطينية بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض. سبب تأسيس المركز استعرض الدكتور النعيم في اللقاء تجربته العلمية والعملية أثناء إشرافه على مركز التراث العمراني، متطرقاً إلى بدايات تأسيس مركز التراث العمراني، وعمله عام 2010م مع رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز في كتابة كتاب «سيرة في التراث العمراني» الذي كان محاولة لتسجيل تجربة الأمير سلطان بن سلمان في مجال التراث العمراني، مشيرًا إلى أنه يحتوي على مجموعة كبيرة من الوثائق و الدراسات و الأوراق العلمية التي قدمها الأمير سلطان أثناء وجوده كرئيس فخري للجمعية السعودية لعلوم العمران وعندما أسس مؤسسة التراث الخيرية، لافتاً النظر إلى أن الكتاب كان السبب الرئيسي في تأسيس مركز التراث العمراني، إذ تشكلت فكرة تأسيس مركز التراث العمراني في منتصف عام 2011م . التراث الموازي بين الدكتور النعيم أنه عندما بدأ مركز التراث العمراني كان يحوي ثمان إدارات تقريبًا تحولت إلى أربع إدارات مركزية، مشيرًا إلى أن المركز يهدف إلى استيعاب وتبني كثير من خبرات الشباب السعودي للعمل في المركز وليكونوا سفراء التراث العمراني في مناطق المملكة، مشيرًا إلى تطوير برنامج «عمران» الذي يقوم بتدريب منسوبي البلديات في مجال التراث العمراني وسيكون في المستقبل هو أساس من الأساسات المتينة التي تؤسس لعمل مؤسسي عميق في مجال التراث العمراني. و:»العمل في مركز التراث العمراني عاد علي بفوائد كثيرة ليس فقط الفائدة الإدارية بصفتي المشرف العام، بل بالفوائد التي تعلمتها من زملائي واحتكاكي معهم في المركز، وتعلمتها من الناس ومن مجتمعات المملكة المختلفة الأسر والقبائل وتوزيعاتهم المكانية، والنظرة الأكثر عمقًا والأبعد بكثير من مجرد الجانب المادي في العمارة، حيث أن المركز تجربة مهمة جدًا بالنسبة لي، جعلتني أنظر للتراث نظرة مختلفة كليًا». وأوضح أن فكرة التراث الموازي هو البحث عن صناعة تراث جديد بدلًا من نقل الأشكال التراثية «copy and past» التي أصبحت في فترة من الفترات حالة فكرية معمارية في الثمانينات والتسعينات، وبدأت تتراجع مع الألفية الجديدة.وتطرق الدكتور النعيم في ختام اللقاء إلى جزء من حياته قبل انضمامه إلى الهيئة من عام 98 حتى انضم في 2010 للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.