تنشط الحكواتية الجزائرية نعيمة محايلية في تقديم سردها القصصي للكبار والصغار، بأداء مسرحي لفت أنظار متابعي فعاليات «مسك جدة التاريخية»، متقمصة في وقت واحد أدوار «المؤلف، والبطل، والمخرج»، عبر طرح سيناريو متكامل الأركان لحكاياتها. أبرز ما تؤكد عليه الحكواتية محايلية، أن الوظيفة الأساسية للحكواتي، اختزال ذاكرة الشعوب التي تتوارثها الأجيال كأرشيف إنساني متداول، ففي كل مرة تُحكى الحكاية للجمهور كأنها ولدت من جديد بملامح تناسب طبيعة من ألقيت عليهم. الحراك الشعبي «مسك جدة التاريخية» التي أطلقها مركز مبادرات مسك التابع لمؤسسة محمد بن سلمان «مسك الخيرية»، ركزت الفعاليات على فقرة «الحكواتي» وهي عبارة عن جلسات متتالية لسرد القصص في مجالات متعددة وبطرق مشوقة، حيث يلتف الزوار فيها حول الراوي للاستماع إلى أحاديثه التي يتنوع محتواها بين الإرث المحلي والعالمي في موضوعات متنوعة. ووفقاً لحديث محايلية ل»الوطن» ما يعطي دور الحكواتي أهمية في الفعاليات، كونها تقام في منطقة جدة التاريخية التي تتميز بتاريخ طويل ومعالم ومبان أثرية وتراثية، إلى جانب الحراك الشعبي فيها خلال رمضان المبارك. تبريد الأعصاب منذ عام 2003 ومحايلية تتقمص دور الحكواتية وتشارك خلال العام في 12 مهرجانا بمختلف الدول العربية والأجنبية، وتضيف: «أن الأهل في السابق لم يكونوا يلقنون أبناءهم الخطأ والصواب، إلا من خلال حكايات تترجم المقصد، عبر تجسيد الرسالة في شخصية البطل، ومن هنا أصبحت الحكايه جزءا من ذاكرة وثقافة الإنسان». وتوضح أن الحكواتي كان جزءا من منظومة التربية، وهو مادة علمية تعلم الأجيال الكرم، والشجاعة، والصدق، وكل الصفات النبيلة، مشيرة إلى أنه بدأ يسترجع مكانته في المغرب العربي تحديدا، مستفيدا من المهرجانات والمسارح التي تتيح له فرصة الظهور بالشكل المناسب، وهو ما وجدته في «مسك جدة التاريخية» وتقديم الحكايات الجزائرية للزائرين الذين تفاعلوا معها. وتشير محايلية إلى أن «الراوي الناجح عليه أن يضفي الإثارة من عنده لدى سرد أي قصة شعبية أو تاريخية، ومن أولويات النجاح أنه يجب أن يقدمها بطريقته مع إضافات لابد منها في الحكايات والكلام والحركات وطبقات الصوت الذي يحتد ويرتفع بما يتلاءم مع المجريات، فهناك الربح والخسارة، والمعارك والفداء والانتصارات، والوصول إلى الذروة في هذه المشاهد يتطلب جعل المستمعين والحضور يعيشون الحدث بكل تفاصيله، حتى أنني في كثير من الأحيان أمازح البعض لإعطاء الحماسة فرصة استراحة خوفا من الانفعالات والحدة والصراخ ضد شخصية ما في القصة، ارتكبت أهوالا وفظائع، وهذا ما يساعد في تبريد الأعصاب لفترة معينة». 6 مهارات أساسية لإنجاح الحكواتي 01 تسلحه بحنجرة قوية 02 حضور وأداء مسرحي 03 سرعة بديهة 04 ذاكرة قوية 05 اللباقة، وطلاقة اللسان 06 فهم أحوال المستمعين ونفسياتهم