كشف تصنيف السعودية ل10 شخصيات من حزب الله في قائمة الإرهاب، بالشراكة مع الولاياتالمتحدة، أن سلوكيات الحزب تهدد لبنان، وأنها قد تعرقل تشكيل حكومة جديدة على ضوء نتائج الانتخابات الأخيرة. صعوبات تشكيل الحكومة المقبلة الأكثرية البرلمانية لحلفاء حزب الله وفق الانتخابات إمكانية وجود وزراء من الحزب في الحكومة المرتقبة زعيم الحزب وقادته ضمن لائحة الإرهاب
جاء تصنيف المملكة العربية السعودية، أول من أمس، 10 شخصيات من حزب الله اللبناني في قائمة الإرهاب بالشراكة مع الولاياتالمتحدة، الرئيس المشترك لمركز استهداف تمويل الإرهاب، ليضع لبنان أمام اختبار صعب، خاصة أنه على أبواب تشكيل حكومة جديدة، ويثير تساؤلات حول مدى قدرته على حل مشكلة سلاح حزب الله عبر دمجه كحزب سياسي في الحياة اللبنانية، وتسليم سلاحه للجيش اللبناني، ليكون هناك دولة واحدة بسلاح شرعي لا دويلة بسلاح غير شرعي. النأي بالنفس جاء القرار بعد أن عانت الدول الخليجية هي الأخرى من تدخلات إيران وحزب الله في شؤونها، والقيام بأعمال إرهابية تهدد أمنها واستقرارها، وبعيد إرسال واشنطن رسالة سياسية للبنان على لسان مسؤول أميركي تؤكد أن بلاده تأمل من الحكومة اللبنانية الجديدة في الالتزام بسياسة النأي بالنفس، وأن يلتزم لبنان بقرارَي مجلس الأمن 1559 و1701، كما جاءت رسائل مماثلة من دبلوماسيين أوروبيين تشير إلى أن لبنان لن يستطيع الاستفادة من الدعم من خلال مؤتمر «سيدر» وغيره إذا لم يلتزم بالقرارات الدولية. قطع خط الرجعة وقال الكاتب والمحلل السياسي سعد كيوان ل«الوطن»، إن «وضع حسن نصرالله وقيادة حزب الله على قائمة الإرهاب وفرض عقوبات عليها تهدف إلى تشديد الحصار على الحزب دوليا وإقليميا، واستهداف نصرالله شخصيا ولأول مرة يعني أن إدارة ترمب جادة في مخططها للضغط على إيران وعزل حزب الله». وأضاف: «ما يؤكد ذلك هو اتفاق دول الخليج مع واشنطن في هذا القرار»، لافتا إلى سعي أميركا لقطع خط الرجعة على الحزب في لبنان عند اضطراره للانسحاب من سورية، إذ كيف لسعد الحريري أن يشكل حكومة تضم وزراء ينتمون إلى حزب زعيمه وقادته موضوعون على لائحة الإرهاب وبحقهم عقوبات؟. لا حكومة قريبا ويرى الكاتب علي رباح أن «التصعيد الأميركي الخليجي بوجه حزب الله له ترجمة واحدة على الساحة اللبنانية، وهي أنه لا حكومة قريبا، خاصة أن تشكيل إحدى الحكومات السابقة استغرق 9 أشهر، ولم يحصل إلا بتسوية بين ظريف وكيري، ولكن الظرف اليوم مختلف، وبوادر التسويات في المنطقة تبدو مستحيلة، بل الأمور قد تأخذ منحى متفجرا في أية لحظة». وتساءل قائلا «ماذا لو تم تكليف الحريري بتشكيل الحكومة؟ هل يقوى على تشكيل حكومة بلا حزب الله؟، وماذا لو قرر حزب الله، في إطار المواجهة، أن يكلف شخصية سنية مقرّبة منه؟ وهو يملك مع حلفائه الأغلبية النيابية، هل يقوى على كسر الجرة مرة أخرى مع الأغلبية السنية، في مرحلة هو أحوج ما يكون فيها إلى تهدئة داخلية». تعقيد تشكيل الحكومة ساد القلق الأوساط السياسية اللبنانية رغم عدم التعليقات الرسمية على الموضوع، إلا أن مصادر سياسية رأت أن إدراج 10 أشخاص من حزب الله في قائمة الإرهاب، التي استبقت تشكيل الحكومة الجديدة التي سيشارك فيها حزب الله وحلفاؤه وفقا لنتائج الانتخابات النيابية وحصادهم أكثرية برلمانية، ستعقد عملية التشكيل، وتضع الحكومة أمام استحقاقات لا يمكن التهرب منها.