كشف باحثون في التراث والذاكرة الأحسائية ل«الوطن» عن 7 أسباب كانت خلف الانحسار التدريجي في صناعة واستخدام (الدلّة الحساوية)، رغم جمالها وتميزها –على حد قولهم-، بعدما كانت الوسيلة الأبرز في الاحتفاء بالضيف في مجالس الأسر بالأحساء. رمز ثقافي أشار الباحث في التراث والذاكرة الأحسائية أحمد البقشي، إلى أن إنتاج الدلّة، قد يستغرق 7 أيام، ويستخدم النحاس «الصّفر» كمادة خام في تصنيعها، على شكل صفائح تستورد من الهند ويتم تشكيلها بعملية الطرق، باستخدام مطرقة خاصة مع تسخين مناطق الطرق لدرجة الاحمرار، والنقش عليها باستخدام مسامير خاصّة، ويستخدم الرّصاص وبعض المواد الأخرى في مناطق اللّحام، مؤكداً أن تصميم الدلة الحساوية مأخوذ من شكل جسد المرأة، وبمواصفات جمالية وفق الذوق العربي المتمثّل في الخصر النحيل والوسط الممتلئ في تمايز يبرز كلّ منهما جمال الآخر، عطفاً على سهولة الإمساك بها، وانسياب القهوة منها على شكل خيط رفيع من القهوة يندفع بسلاسة إلى الفنجان، بالإضافة إلى الاستخدام الآمن بسبب ثقل الغطاء، مؤكداً اختلاف الدلة الحساوية في شكلها وتصميمها عن باقي أنواع الدلال العربية بتصميم مميز، وبأنماط زخرفية مختلفة، واعتاد الصنّاع على ختم منتجاتهم بشعار جودة التصنيع، وكانت الأحساء منذ القدم مصدّرة للكثير من الدلال للمناطق المجاورة، وكانوا يقصدونها لاقتناء هذه الآنية ذات الدلالة الرمزية على قيمة الكرم والضيافة، وكانت قصور الحكم في الخليج تحرص على اقتناء أطقم الدلال الأحسائية. وأبان أن الدلّة، تحوّلت لرمز تراثي ثقافي، إذ إن كثيرا من الأعمال التشكيلية والمنحوتات والمجسّمات تزين الدّوارات، بل صارت موضوعا تقليديا في حصص التربية الفنية، فتزينت عدة مواقع بمجسمات للدلّة الحساوية منها مدخل متنزه الأحساء الوطني «مشروع حجز الرمال».
مزادات التراثيات استعرض حسين الخليفة (صاحب متحف تراثي في مدينة المبرزالأحساء)، على هامش فعالية مهرجان: «الدلة الحساوية.. جزء من الماضي.. نعود إليه»، بتنظيم من مركز الإبداع الحرفي التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في الأحساء، في مقر المركز، أبرز الدلال الأحسائية، وهي: القرينيات «نسبة لعائلة القريني»، القريشيات، عيال قاسم (المتمتمي)، الدلّة الكويتية لعائلة الكويتي في الأحساء، الشّطرة، وغيرهم من الأسر في الأحساء من بينها بومجداد، والعيسى، والسالم، والعربي، والحاجي محمد، والدهنين، والعلي، وتركزت صناعتها في مدينتي الهفوفوالمبرز، لافتاً إلى أن أسعار الدلال الحساوية في مزادات التراثيات تبدأ من 1000 ريال إلى 100 ألف ريال.
01 الاستيراد 02 تضاؤل إنتاج الصفافير المحلّية لعدم جدواها الاقتصادية 03 الخلط بين الدلال الحساوية و الأخرى 04 التوسع في استخدام الدلال البلاستيكية 05 الاعتماد على طرق الطبخ الحديثة 06
رصد آثار صحية لمادة الرصاص المستخدمة في صناعة الدلال المحلية