اختتمت أمس في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» فعاليات برنامج الإثراء في الربيع، والتي انطلقت في مقر الجامعة في «ثول» الأحد الماضي تحت شعار «مدينة المستقبل» برئاسة البروفيسور عمر كنيو. وجاء اختيار «مدينة المستقبل» شعاراً للبرنامج انطلاقاً من كون أنّ 54% من سكان العالم يعيشون اليوم في المدن والمناطق الحضرية. و تتوقع الأممالمتحدة زيادة هذه النسبة إلى 66% بحلول عام 2050. وتتركز هذه الزيادة بصورة كبيرة في قارتي آسيا وإفريقيا. الأمر الذي يحتم على مدن المستقبل أن تكون مستدامة، وأن توفر التقنيات التي يمكن من خلالها استخدام الموارد بكفاءة، والاستفادة من المصادر المتجددة لتزويد الطاقة والغذاء والمياه للجميع. من المؤكد أن العلوم والتقنية ستكونان أساسيتين في تصميم مدينة المستقبل. انتهى البرنامج إلى مخرجات مهمة مثل إقامة شراكات جديدة، وإطلاق شركات ناشئة حديثة، والمبادرة بإلهام مجالات بحثية نوعية. وكانت المحاضرة الرئيسية لبرنامج الإثراء في الربيع قدمها البروفيسور كمال يوسف تومي، رئيس مشارك لمركز لأنظمة الهندسية المعقدة لمعهد ماساشوستس للتقنية ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، حيث وضع تصوراً لمدينة رائعة: المشهد العام والأثر الاقتصادي، مقدماً منظوراً تاريخياً حول المدن وتطورها، ومركزاً على عوامل التأثير الاقتصادي، كما تحدث أيضًا عن التقدم في التقنيات وقيودها في هذا المجال، وكيفية تطبيق هذه التقنيات في تشغيل وإدارة المدن والشعوب - مع أمثلة في مجالات النقل والمياه والطاقة والصحة. التقنيات المدنيّة في محاضرته «الطاقة للمدن الكبرى في المستقبل» ناقش البروفيسور أحمد غنيم مدير مركز الطاقة والدفع ومختبر ديناميكيات الغاز المتفاعل في معهد ماساشوستس للتقنية، التقنيات والأبحاث الهندسية للعديد من الحلول، ومفاهيم الاستخدام المزدوج التي تربط بين التطبيقات والصناعات. فعلى سبيل المثال، النظم والمكونات والمواد جديدة اللازمة لاستخراج الأكسجين وإنتاج الهيدروجين وإعادة استخدام ثاني أكسيد الكربون وإنتاج المواد الكيميائية باستخدام مفاعلات الأغشية الموصلة المختلطة، ومفاعلات الأكسدة والاختزال للجزيئات النانوية لأكسيد الحديد، والتحويل للحالة السائلة في ظروف فوق الحرجة، والمعالجة متعددة المراحل للنفايات وإنتاج الطاقة منها.
التقنيات الرقمية كانت المحاضرة الثالثة عن «استشعار وتأثير التقنيات الرقمية في المدن» للمهندس كارلو راتي، مدير مختبر سينسابل سيتي في معهد ماساشوستس للتقنية، أوضح فيها أننا نعيش في عصر أصبحت فيه المدن تتحدث إلينا من خلال التقنيات، كما أن مفهومنا عن المدن تحول بشكل جذري بتطور وتغير الأدوات التي نستخدمها اليوم لتصميم هذه المدن والتأثير على هيكلها المادي، مؤكداً أن الانتشار المتزايد لأجهزة الاستشعار والإلكترونيات المحمولة والهواتف الذكية في السنوات الأخيرة يقدم مقاربات جديدة لدراسة البيئة المبنية. مدن أكثر تطورا كما جرت ندوة في مقهى العلوم عن مدينة المستقبل وتم بثها مباشرة على منصة كاوست في الفيسبوك شارك فيها البروفيسور حسام الشريف (قسم العلوم والهندسة الفيزيائية)، والبروفيسور ديريا باران (قسم العلوم والهندسة الفيزيائية)، والبروفيسور جيف شما (قسم العلوم والهندسة الحاسوبية والكهربائية والحسابية)، مدير مركز التميز العلمي لأبحاث نيوم في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدير الحوار الدكتور جون تناتشي، نائب الرئيس المشارك للأبحاث، وكل هؤلاء المشاركين من جامعة الملك عبدالله وقدموا فيها تصوراتهم العلمية والبحثية لمدن أكثر تطورا واستدامة.