عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الخميس ماضي، تعيين جون بولتون مستشارا للأمن القومي خلفا لهربرت ماكماستر، أكدت تقارير أميركية وعالمية أن هذه الخطوة تأتي في وقت تواجه فيه الإدارة الأميركية ملفات إقليمية ودولية معقدة، على الصعيد الأمني والاقتصادي والعسكري، ما يدفعها إلى الاستعانة بالوجوه السياسية القديمة من عهد الإدارات السابقة. وقال مراقبون إن توقيت الإعلان جاء بالتزامن مع قرب البت في مصير الاتفاق النووي الإيراني، وهو الملف الذي لاقى انتقادات لاذعة من ترمب نفسه وأعضاء إدارته، وأثار مخاوف النظام الإيراني من عواقب إلغائه أو تعديله مقابل تمسك الأوروبيين به. كما أن توقيت التعيين يسبق القمة الثنائية التي تتجه لها أنظار العالم بين الرئيس الأميركي ونظيره الكوري الشمالي، وما سينتج عنها من توافقات أو معارضات بين البلدين. 01 ضرب كوريا الشمالية أوضحت التقارير أن وجهة نظر بولتون في هذا الملف تطرح تساؤلات، حيث إنه من أشد المؤيدين لوقف برنامج البلاد النووي، ويعارض أي تحركات دبلوماسية في هذا الصدد، مشيرة إلى أن تعيينه يأتي قبل عقد القمة الثنائية بين البلدين. ودعا بولتون في أكثر من وقت إلى ضرب كوريا الشمالية ردا على تهديد السلاح النووي.
02 قصف إيران وتغيير نظامها أفادت تقارير بأن ترمب تخلص من وزير خارجيته السابق، ريكس تيلرسون، بسبب تعارض وجهات نظرهما بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي ينتقده الرئيس بشدة. وأكدت صحيفة Washington Post الأميركية، أن بولتون يعرف بتبينه مواقف تدعو لتغيير النظام في إيران، وإيقاف طموحاتها النووية، مشيرة إلى أنه من أشد المنتقدين للاتفاق النووي الذي وقعه الرئيس السابق باراك أوباما مع إيران عام 2015، مؤكدا أن الاتفاق خلق ثغرات كبيرة، وإيران تطور الآن صواريخها وبرنامجها النووي من خلال تلك الثغرات.
03 التعامل مع الأممالمتحدة في خطابه عام 1994، قال بولتون إنه «لا وجود لشيء اسمه الأممالمتحدة، بل هناك مجتمع دولي قد تقوده أحيانا القوة الحقيقية الوحيدة المتبقية في العالم وهي الولاياتالمتحدة، عندما يتوافق ذلك مع مصالحنا». ووصفته صحف بريطانية وأميركية بأنه أكثر سفير مثير للجدل أرسلته أميركا للأمم المتحدة، ولكنه حظي بالإشادة عندما دفع بشراسة من أجل إصلاح المنظمة الدولية.
04 مستقبل العلاقات مع روسيا قالت التقارير إن بولتون يعرف بتشدده إزاء التحركات الروسية في العالم، في وقت وصف التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية عام 2016 بأنه عمل من أعمال الحرب تجاه واشنطن لا يجب أن تتسامح إزاءه. وكان بولتون قد شن حربا كلامية ضد الرئيس بوتين خلال لقائه ترمب يوليو 2017، واصفا إياه بالكذب، في حين طالب الدول الغربية بأن ترد بقوة على قضية تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرغي سكريبال في بريطانيا.
توجهات صارمة لبولتون بدأ حياته السياسية في عهد الرئيس الأسبق رونالد ريجان أحد صقور الحزب الجمهوري المتشددين. ساهم في إلغاء قرار أممي ساوى بين الصهيونية والعنصرية. تولى عدة مناصب في إدارتي ريجان وجورج بوش الأب. دعم قرار غزو العراق بقوة عام 2003. أصبح سفير واشنطن لدى الأممالمتحدة عام 2005. يتبنى إستراتيجية الحروب الوقائية لحماية الأمن القومي الأميركي. يعارض انضمام أميركا للمحكمة الجنائية الدولية.