رفض المسرحي إبراهيم الخميس، تحويل كل قصة إلى نص مسرحي قائلا، إن ذلك غير ممكن، إذ يشترط في ذلك توحيد المكان في القصة، أو خفضه إلى 3 أماكن كحد أقصى، موضحاً أن التأليف المسرحي هو أعلى مراحل الكتابة، وأعلى مراحل الإبداع، ويعتمد على الخيال والفيض الشعوري، وله 6 أسس، هي: الفكرة، الحدث، الشخصية، الصراع، الحوار، الحبكة. أزمة النص أضاف الخميس في محاضرته «الكتابة المسرحية» بالمقهى الثقافي في فرع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء، أن هناك 13 اتجاهاً للكتابة المسرحية، وهي: الكوميدي، التراجيدي، الدرامي، الرمزي، الكلاسيكي، الواقعي، الطبيعي، الملحمي، الاستعراضي، العبثي، التعبيري، السريالي، الرومانسي. وبالإمكان المزج بين نوعين من الاتجاهات، مبيناً أنه على امتداد سنوات طويلة ظل النص المسرحي يسمى رواية ويصدر في كتاب، وله نظامه واشتراطاته وخصائصه، إلا أن العمر الطويل للمسرح ومروره بمدارس وتجارب وتراكمات وبيئات مختلفة والتقدم التقني وجهاد منظومات العناصر الأخرى كالإخراج والتمثيل والصوت والإنارة وغيرها، من أجل إبراز أهمية أدوارهم، جعلت النص المسرحي يتراجع ويتخلى تدريجياً عن الكثير من مسؤولياته القديمة، وأن يكون ديمقراطياً في تقبل حضور العناصر الأخرى التي انفصلت عنه، حتى صار النص المسرحي مجرد عنصر آخر من عناصر المسرح الأخرى، وفي بعض الأحيان أضعفها، وكأنه الآن يمر بأزمة أو في مرحلة احتضار، بسبب تراجع أهمية خلاصة العملية المسرحية، فلم يعد أكثر من مجرد منطلق. العنوان المناسب ذكر الخميس أن المشهد التمثيلي يختلف عن المشهد المسرحي، من خلال تعابير الوجه، التي هي ليست ركيزة في العمل المسرحي، لأن وجه الممثل لن يكون قريباً من المشاهد بما فيه الكفاية ليطلع على انفعالاته، وتعتمد على الحوار، والحركة في المسرح على نطاق ضيق، بينما الكاميرا في المشهد التمثيلي يمكن أن تنقل الانفعالات في الوجه، ويجب أن تكون الحركة محدودة لضيق المكان ولضمان عدم إرهاق الممثلين. وكان الخميس استهل المحاضرة بالإشارة إلى أن النص المسرحي في السابق، سيد على مجمل العملية المسرحية بمختلف عناصرها، بحيث لم يكن دور المخرج أكثر من إدارة إيصاله إلى المتلقي، وأن الممثل ليس أكثر من قارئ له، والخشبة مكان لإلقائه، فتصبح كل المهمات مسخرة من أجل إيصال رؤية الكاتب دون أن يجرؤ أحد على تغيير كلمة إلا بعد الإذن له، مؤكداً أهمية اختيار العنوان المناسب للنص المسرحي. الفكرة الحدث الشخصية الصراع الحوار الحبكة