تباينت ردود الأفعال حول قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب إقالة وزير خارجيته السابق ريكس تيلرسون، ففيما اعتبرت بعض وسائل الإعلام الأميركية تيلرسون حجر عثرة في طريق ترمب، تطرقت بعض وسائل الإعلام الأوروبية إلى أن هذه الإقالة تشكل ضربة خطيرة لمستقبل الصفقة النووية الإيرانية، ونذير محتمل لحرب تجارية شاملة بين الولاياتالمتحدة وبين الاتحاد الأوروبي. وفي تعليقاته القصيرة حول إزالة تيلرسون، ذكر ترمب الخلافات السياسية حول إيران. ولم يخف الرئيس الأميركي عدم رغبته في الصفقة متعددة الأطراف عام 2015 - المعروفة باسم خطة العمل المشتركة الشاملة - التي فرضت قيودا صارمة على البرنامج النووي الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. وكان تيلرسون يجادل ترمب باستمرار بأنه يجب على الولاياتالمتحدة أن تبقى في صف مع الحلفاء الأوروبيين وأن تدعم الاتفاق. مخاوف إيرانية بدت المخاوف الإيرانية جلية حول مستقبل مشروعها النووي، وذلك بعد إقالة تيلرسون، إذ عقب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على قرار ترمب عبر تغريدة في حسابه ب«تويتر» بالقول: «إنه لا يمكن عقد اتفاق مع البيت الأبيض ربما خلال الثماني سنوات المقبلة»، في إشارة إلى مخاوف من تعقد الموقف من الجانب الأميركي تجاه البرنامج النووي الإيراني وعدم رضا البيت الأبيض عن الصفقة مع الأوروبيين. وزير غير مرغوب فيه أكد عضو الجمعية السعودية للعلوم السياسية هادي المحامض ل«لوطن» أن الوزير السابق تيلرسون كان غير واضح مع حلفاء الولاياتالمتحدة ومخالف لجميع توجهات وخطط الرئيس دونالد ترمب، مشيرا إلى أن هناك 42 صوتا من مجلس الشيوخ عارض وجوده كوزير خارجية في وقت سابق. وأضاف: «ربما أعطي هذا المنصب لأنه كان يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة السابق لمجموعة إكسون موبيل، والغريب أنه لم يكن لديه أي خبرات تبوئه لهذا المنصب الحساس في دولة لها ثقلها السياسي الكبير كالولاياتالمتحدة». ضربة موجعة لطهرانوالدوحة توقع المحامض أن الملف النووي الإيراني سيتم فتحه من جديد، وسيلغى الاتفاق السابق الذي تم في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، وكذلك توقف تدخلات قطر ومنعها من التدخل في شؤون دول الجوار لاسيما دعمها للميليشيات الحوثية الإيرانية في اليمن، مبينا أن إقالة تيلرسون لخطبت أوراق الدوحةوإيران. ويرى الباحث في الشؤون السياسية وخبير بمكافحة الإرهاب عبدالله البراق أن المرحلة المقبلة ستشهد تغييرات في المنطقة، وذلك بعد محاولة روسيا التوغل أكثر في عدة ملفات. وستتغير السياسة الأميركية تجاه قطروإيران، حتى يعود الاتزان السياسي الذي يخدم المصالح الأميركية وحلفائها. وأضاف أن قطر ستجبر على الشروط المقدمة من دول المقاطعة قريبا جدا، وستخضع لها. انفراج سياسي يعتقد المحلل السياسي مبارك العاتي أن إقالة وزير الخارجية الأميركي تيلرسون أحدثت نوعا من الانفراجة في عدد من الملفات السياسية التي تنتظر تدخلا أميركيا مؤثرا وواضحا، وذلك لأن سياسة تيلرسون اتسمت بالبطء الشديد والتردد حيال ملفات هامة جدا، وكان واضحا جدا عدم التناغم بينه وبين توجه الرئيس ترمب الذي يسعى لإعادة تأثير وقوة القرار الأميركي. وأضاف: من خلال هذه الإقالة، فإن ترمب بالتأكيد يسعى إلى ترتيب مطبخ صناعة السياسة الأميركية، ويطهر البيت الأبيض من بقايا الانهزام الأوبامي، ولذلك فإن أول الخاسرين هم داعمو الإرهاب في طهرانوالدوحة وإسطنبول. كما أن بعض الدول الأوروبية أيضا ستخسر الرهان بخصوص تمسكها بالاتفاق النووي مع إيران. وتابع: أعتقد أن تعيين مدير الاستخبارات المركزية السابق مايك بومبيو وزيرا للخارجية يشير إلى ملامح من الحزم الأميركي تجاه التعاطي مع الملف الإيراني، بل يؤكد أن الانسحاب الأميركي من اتفاق «خمسة زائد واحد» بات يلوح في الأفق، خصوصا مع وجود تخاذل أوروبي في هذا الملف». إقالات ترمب المتتابعة في البيت الأبيض 01 إقالة وزير الخارجية ريكس تيلرسون، وتعيين مدير الاستخبارات المركزية مايك بومبيو، خلفا له 02 إقالة وكيل وزارة الخارجية الأميركية للدبلوماسية والشؤون العامة ستيف جولدشتاين، بعد تعليقه على إقالة تيلرسون 03 إقالة مساعد ترمب الخاص في البيت الأبيض جون ماكنتي بسبب قضايا أمنية