فارس الغنامي بعد اكتماله بحلول 2025، كأول مشروع عالمي من نوعه في المنطقة، تكون البلاد قد دخلت في مرحلة جديدة من مراحل النمو الاقتصادي، وذلك نظرا للتوقعات المرجوة من مشروع «نيوم» لتأمين مستقبل قطاعات عدة، أهمها: الطاقة، التقنية، الغذاء، الصناعة، الترفيه، الإعلام، وغيرها من القطاعات التي تشهد نموا وتطورا مطردا في عالم اليوم، وذلك بحسب خطة المشروع التي يهدف خلالها إلى جذب الاستثمارات من كل دول العالم لما تمتاز به منطقة المشروع «تبوك» من خصائص مهمة، أبرزها الموقع الإستراتيجي الذي يتيح لها أن تكون نقطة التقاء تجمع أفضل ما في المنطقة العربية، آسيا، إفريقيا، أوروبا، أميركا، من استثمارات تصب في إطار خطة المشروع. ويصف المسؤولون مشروع «نيوم» الذي ولدت فكرته عام 2015 لسد ثغرة الاقتصاد التي خلّفها تراجع عائدات النفط، بأنه يمثل «ثورة» ونقلة مفصلية في تاريخ المملكة، ويحول خيال الشباب السعودي إلى حقيقة على أرض الواقع، وقال صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك التي تحتضن المشروع، «إن مشروع «نيوم» سيسهم في الاستفادة من مقدرات أرجاء المنطقة كافة، وتحسين جاذبيتها الاستثمارية وزيادة تدفقاتها الاقتصادية المدعومة بالمقومات التي حباها الله لهذا الجزء من الوطن»، مشيرا إلى قدرة المشروع على إيجاد تواصل حقيقي بين عدة دول تتماشي مع الفكر الإستراتيجي والرؤية السديدة والخطط الطموحة، لتوطين رأس المال وجذب الاستثمارات العالمية في عدة قطاعات مهمة وحيوية، تستطيع أن تخلق تحولا نوعيا ومهنيا وفنيا ومعيشيا للمواطن. وبالعودة إلى الوراء قليلا، نلاحظ النهضة في منطقة تبوك التي سبقت التخطيط لقيام المشروع، بداية من مشروع البحر الأحمر الذي تم الإعلان عنه في 31 يوليو 2017، ويمتد في مساحة إجمالية تبلغ حوالي 34 ألف كيلومتر مربع، ويتضمن أكثر من 50 جزيرة طبيعية بين منطقتي أملج والوجه، ومن المتوقع وضع حجر الأساس له في الربع الثالث من عام 2019، إضافة إلى مطار «نيوم»، ومشروع الإحصاء التسجيلي الذي بدأ تنفيذه بمنطقة تبوك كأول مناطق المملكة، باعتباره عملا أساسيا لأي خطط تقوم بها الدولة، لضمان نجاح أي مشروع يعتمد على المعلومة والإحصاءات الدقيقة، وانتهاءً بالمشروعات الخدمية التي دشنها صاحب السمو الملكي أمير المنطقة في إطار خطة تحسين وتنمية الخدمات، استعدادا للطفرة الاقتصادية الحديثة التي ستشهدها تبوك على وجه الخصوص، والمملكة بشكل عام. ومن هذه الجوانب وغيرها جاءت تحركات صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان، منذ اللحظات الأولى لتوجيهات القيادة بأهمية منطقة تبوك في تحقيق رؤية المملكة 2030 وتطلعاتها، إذ أشار سموه في أكثر من لقاء بالمواطنين إلى أهمية الدور الذي يلعبه أهالي المنطقة في نهضتها، لمواكبة التطورات المتلاحقة التي ستشهدها خلال السنوات القليلة القادمة بمشيئة الله، مؤكدا أن الجميع سيكون داعما ومساندا لإنجاح مشروعي «نيوم والبحر الأحمر»، اللذين سيجعلان منطقة تبوك ورشة عمل، ويأتيان في سياق حرص الدولة على أبنائها ومستقبلهم، وما ستسهم به من خير ونفع، والاستفادة من المقدرات التي حباها الله هذه المنطقة. إن مشروع «نيوم» سيحوّل منطقة تبوك إلى منطقة ذات أهمية اقتصادية يُحتذى بها في إنجاز مشروعات مماثلة في مختلف مناطق المملكة، ليس هذا وحسب بل إنه سيتيح أنواعا جديدة من الفرص الاستثمارية، مما سيشجع رؤوس الأموال المهاجرة على العودة للإسهام في نهضة الوطن ودعم اقتصاده، خصوصا أن عوائد الاستثمار في ذلك المشروع ستكون أكبر، إن شاء الله. وتبقى المسؤولية الكبيرة التي تلقيها القيادة الحكيمة على عاتق الأمير الهمام فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، في تحقيق تطلعات ورؤية المملكة، شرفا له ووساما يزين صدره المليء بالإنجازات التي وعد بها، وأصبحت واقعا يعيشه أكثر من مليون مواطن في المنطقة، وتحديا جديدا له، حتى تصبح المملكة رقما يصعب تخطيه في عالم الاستثمار بمفهومه الشامل، وتظل قبلة سياحية جديدة للسعوديين وغيرهم من الشعوب التي تسعى إلى اكتشاف المستقبل الجديد.