أكد الدكتور محمد الرميح من كلية الطب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تقنية «إليزاروف» Ilizarov تعتبر العلاج الأمثل في علاج تشوهات وكسور العظام المعقدة التي لا تصلح معها الطرق التقليدية في مثل الجبائر أو الصفائح المعدنية. وكشف أنها تقنية تتطلب جراحا متمكنا ومتمرسا، ولذلك فهي موجودة في مراكز طبية محددة. بداية الاختراع أكد الرميح أنه عندما تصبح الكسور مفتتة إلى عدة قطع (Comminuted Fracture)، يكون لدى المريض تشوه حاد في العظام، أي أنه يكون هناك قصر في الطرف المصاب فتصبح الحاجة إلى أجراء تدخل جراحي عند طريق عمل مثبت خارجي (External fixator)، ومن هنا اخترع جراح العظام الروسي جافرييل إليزاروف عام 1951 جهازا يعمل كمثبت حلقي خارجي يستخدم في جراحة العظام لعلاج الكسور المعقدة أو المفتتة، ويستخدم أيضا في عملية إطالة العظام وتقويم تشوهات الأطراف، كما يعد إليزاروف الأب الروحي لعمليات تطويل وتشوهات العظام. مكونات الجهاز يتكون الجهاز من حلقات معدنية مثقبة وأسلاك جراحية، ومفاصل معدنية، مما يسهل استخدامه كجهاز تثبيت خارجي حلقي في علاج العديد من الكسور المعقدة، وغير الملتئمة، وحالات تطويل العظام القصيرة، وإصلاح تشوهات الأطراف والأقدام، وتعويض العظام المفقودة بتقنيه نقل العظام، وتعديل الطرف، أو التئام الكسور التطويل. وقال الرميح إن هذا الجهاز من التقنيات الحديثة ذات التأثير العلاجي المناسب والأمثل التي أحرزت تقدما طبيا عاليا في علاج كسور العظام على مستوى العالم، ولقد أثبتت نجاحها في علاج الكثير من الحالات الخلقية والمكتسبة بفعالية عالية، إضافة إلى مناسبتها لمختلف المراحل العمرية. فحاز عليه العالم الروسي على عضوية في الأكاديمية الروسية للعلوم عام 1991. طريقة عمله وفوائده يعمل الجهاز من خلال وضع العديد من الحلقات حول الطرف المصاب، ويتم توصيلها ببعضها باستخدام قضبان تثبت باستخدام براغ قابلة للتعديل على أكثر من مستوى، بينما توصل الحلقات بالعظام عن طريق أسلاك معدنية رفيعة تثبت من إحدى جهات الحلقة، ثم تمرر خلال العظام لتثبت مجددا بالجهة الأخرى من الحلقة. وأوضح الرميح أن الجهاز مفيد جدا في حالات العظام القصيرة الناتجة عن قصر خلقي أو مكتسب، إذ يتم بناؤه على الطرف، ثم يعمل قص العظم، وبعد أسبوع يتم التطويل خلال القص بمقدار واحد مليمتر يوميا. وبعد إحراز التقدم الهائل في تقنية إليزاروف والنتائج الإيجابية فقد تم تطوير الجهاز بتقنية أميركية حديثة بجهاز تايلور الحيزي الحلقي «Taylor Spatial Frame»، وتعتمد على إدخال إحداثيات التشوه في الأطراف في برنامج حاسوبي دقيق، ويتم تعديل الحلقات بواسطة مساعدات هيدروليكية تعدل التشوهات والكسور المعقدة بطريقة دقيقة، ويستطيع المريض المشي عليها خلال فترة العلاج. وهو يعد أكثر مرونة وسهولة في الاستخدام مقارنة بجهاز إليزاروف. استخدام الجهاز في المملكة بين الرميح أنه لا توجد في المملكة أي دراسات حديثة حول استخدام الجهاز، ولكن وجدت دراسة مستعرضة قام بها أحد الباحثين في هذا المجال بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية بجدة حول استخدام جهاز تايلور لعدد 10 من الأطفال المصابين بكسور الساق غير الثابتة وكانت أعمارهم تتراوح بين (8 و 15 عاما). وأضاف أن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة أن متوسط مدة جبر الكسر باستخدام جهاز تايلور بلغ 18 أسبوعا، ومتوسط مدة المتابعة لدى الطبيب بلغ 3 سنوات ونشرت هذه الدراسة بمجلة (Journal of Pediatric Orthopedics ) عام 2006.