وصف مراقبون التحرك الفلسطيني، بتعليق الاعتراف بإسرائيل بغير المسبوق، وأنه رغم عدم جدواه من الناحية العملية إلا أنه يعيد التوتر إلى الأراضي الفلسطينية، ويعطي فرصة للشارع للانتفاض مجددا في وجه إسرائيل، والعودة إلى المربع الأول في العلاقة معها، وتحديدا إلى ما قبل توقيع اتفاق أوسلو في سبتمبر1993. وكان المجلس المركزي الفلسطيني قد كلف اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بتعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين على حدود عام 1967، وإلغاء قرار ضم القدسالشرقية ووقف الاستيطان، مؤكدا أن الفترة الانتقالية التي نصت عليها الاتفاقيات الموقعة في أوسلو، والقاهرة، وواشنطن، بما انطوت عليه من التزامات لم تعد قائمة، معلنا تمسكه بمقررات المبادرة العربية. وجدد المجلس المركزي قراره بوقف التنسيق الأمني بكافة أشكاله، مدينا قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، والعمل على إسقاطه، واعتبر أن الإدارة الأميركية بهذا القرار قد فقدت أهليتها كوسيط وراعٍ لعملية السلام، ولن تكون شريكا في هذه العملية إلا بعد إلغاء قرار الرئيس ترمب بشأن القدس. طريق مسدود قال المراقبون إن قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، ترمي أيضا إلى تعليق العمل برسالة الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل إسحاق رابين مطلع تسعينات القرن الماضي بشأن إعلان المبادئ. وكانت رسالة عرفات حينها تنص على «أن منظمة التحرير الفلسطينية تلزم نفسها بعملية السلام في الشرق الأوسط وبالحل السلمي للصراع بين الجانبين، وتعلن أن كل القضايا الأساسية المتعلقة بالأوضاع الدائمة سوف يتم حلها من خلال المفاوضات». أما وقد وصلت المفاوضات بين الجانبين إلى طريق مسدود على مدار ربع قرن من المفاوضات، تنصلت فيها إسرائيل من كل التزاماتها، فلا شيء يجبر الفلسطينيين على الاستمرار في هذه المفاوضات، وفقا لمراقبين.
تأجيج الاحتجاجات
يرى المراقبون أنه بينما ينص خطاب اعتراف منظمة التحرير بإسرائيل على إدانة استخدام «الإرهاب وأعمال العنف»، فإن تعليق هذا الاعتراف قد يؤجج الاحتجاجات في الأراضي الفلسطينية ويرفع وتيرتها ويجعلها مفتوحة على الوقت. وقد يذهب الفلسطينيون بتعليق اعترافهم بإسرائيل، إلى إعادة النظر في الميثاق الوطني الفلسطيني، الذي تم تعديله عقب أوسلو، إذ أصبح يقر بحق إسرائيل في الوجود. وذكر المراقبون أن التحرك الفلسطيني بشأن تعليق الاعتراف بإسرائيل يبقى خطوة أولى في طريق طويل قد تدخل معه القضية الفلسطينية منعطفات جديدة، لا تبدو مؤشراتها إيجابية، لا سيما وأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد أنهى للتو سنته الأولى في البيت الأبيض.
اتفاق أوسلو 1993 تناول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي سمي الاتفاق نسبة إلى مدينة «أوسلو» النرويجية التي شهدت المحادثات السرية وقع بواشنطن واعتبر أول اتفاقية رسمية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية
طرفاه منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل الرعاية الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون