أكد الدكتور أحمد الزيلعي أن أهمية قرية عشم تتمثل في كونها من المواقع الأثرية بالمملكة التي لها قصب السبق على كثير من المواقع الإسلامية المعاصرة، من حيث عدد نقوشها الخطية التي تقدر بالمئات، وتنوع خطوطها وزخرفتها، وإعداد المؤرخ منها وغير المؤرخ، ووقوعها في بقعة تحيط بها المواقع الأثرية المعاصرة لها، أو القريبة من فترتها والغنية بنقوشها الشاهدية، كمسعودة والنصائب والأحسبة الشمالية «العصداء» والأحسبة الجنوبية، وغيرها من المواقع التي كانت تشكل أهم المدن في ذلك المخلاف المكي التهامي الذي كانت مدينة عشم عاصمة له. جاء ذلك خلال ندوة أول من أمس ضمن ملتقى ربيع المظيلف الثاني بالكورنيش، تحت شعار «ربيعنا عشم.. تراث وثقافة» وأدارها يحيى الحادثي، برعاية محافظ القنفذة بالإنابة محمد بن عبدالرحمن آل شيبان. الموقع والأهمية بين الزيلعي أن عشم مدينة تهامية إسلامية عرفت منذ ما قبل الإسلام واندثرت في القرن الخامس الهجري، تقع على بعد حوالي 300 كم إلى الجنوب من مكةالمكرمة، وهي في الداخل نسبيا، وتمثل نقطة انتقال بين السهل التهامي من الغرب والمرتفعات الجبلية من الشرق، وكانت حين ازدهارها مخلافا أو عملا من أعمال مكةالمكرمة، أدت فيها دورا تجاريا مهما، بوصفها محطة من المحطات الواقعة على طريق الحج والتجارة القديم بين اليمن والحجاز ومنجم ذهب. عاصمة لمخلاف مكة وبالرغم من هذه الأهمية فإن عشم تعد من المواقع الإسلامية الأقل ذكرا في المصادر العربية، وما وجد لا يعدو كونه إشارات بسيطة ومقتضبة ترد متفرقة في بعض كتابات الجغرافيين المسلمين، وتفتقر إلى كثير من التفاصيل في المعلومات التي يحتاجها الباحث لمعرفة تاريخ عشم وأسماء الولاة الذين باشروا حكمها ودورها التاريخي والحضاري، وبالرغم من ضحالة هذه المعلومات فإنها لا تخلو من الفائدة المتمثلة في تحديد هويتها وكونها مخلافا من المخاليف الجنوبية لمكةالمكرمة، ولعل أول من أشار إليها من هؤلاء الجغرافيين اليعقوبي المتوفى سنة 284، كما ذكرها ابن خرداذبة، والهمداني بأنها معدن ذهب، وذكرها المقدسي، البكري، الشريف الإدريسي وغيرهم، ومن أقوالهم يتضح أنها لم تكن مدينة أو بلدة عامرة فحسب بل كانت عاصمة لمخلاف من مخاليف مكة الجنوبية سمي باسمها مخلاف عشم وهو مطابق للواقع تماما. 32 حفرية تنقيب تدعم السياحة أشار الزيلعي إلى اهتمام قيادة البلاد بالسياحة والآثار والبحث عن موارد للدخل الوطني، والتي تعد السياحة من أهم موارده، وتستقطب أبناء الوطن بتوفير فرص عمل لهم، فالسياحة يبنى عليها اقتصاد، والآثار من أهم مقومات السياحة وعشم من المواقع الإسلامية المهمة، والمملكة العربية السعودية فيها الآن 32 حفرية تنقيب منتشرة في أنحائها، وبدأ التنقيب في عشم قبل شهر تقريبا وسيستأنف خلال شهرين، وتتوافر في عشم وما حولها من البحر والمناطق الجبلية، ومتعة النظر التي ستحقق جانبا من رؤية 2030 في توفير موارد مختلفة للدخل الوطني غير النفط. بين الزيلعي أن من ضمن فريق التنقيب الحالي الدكتور عبدالله الزهراني وهو أحد تلامذته، وحصل على الدكتوراه في عشم بوصفها معدن ذهب وهو يشرف على الحفرية الآن، وأن البحث يتقدم حتى النقوش التي استعرضناها قد يأتي من يقرأها قراءة جديدة.
تمثل نقطة انتقال بين السهل التهامي من الغرب والمرتفعات الجبلية من الشرق كانت مخلافا أو عملا من أعمال مكةالمكرمة محطة من محطات طريق الحج والتجارة القديم بين اليمن والحجاز كانت منجم ذهب