قدمت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون خطة واشنطنالجديدة تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط بعد انهيار الجهود السابقة لحمل إسرائيل على تجميد الاستيطان لمدة 90 يوما وتضمنت الخطة الجديدة ما سبق أن نشر من أن الولاياتالمتحدة ستجري مفاوضات ثنائية منفصلة بالتوازي مع الطرفين تتناول قضايا الوضع النهائي التي حددتها كلينتون بالحدود والاستيطان والأمن والمياه واللاجئين والقدس. واعترفت كلينتون في خطابها أمام معهد (سابان) في مركز(بروكينجز) في واشنطن، بخيبة الأمل التي يشعر بها الجميع جراء عجز الجانبين عن مواصلة مفاوضاتهما المباشرة إلا أنها أكدت أن واشنطن متمسكة بمواصلة جهودها وأنها ستركز خلال المرحلة المقبلة على القضايا الجوهرية التي تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وتعهدت الوزيرة بتقديم المزيد من المساعدة للجهود الفلسطينية التي تركز على بناء مؤسسات الدولة المستقلة "لأن الولاياتالمتحدة تعتقد أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة من خلال المفاوضات هو أمر حتمي". وحددت كلينتون القضايا التي سيجري العمل عليها بالتالي: -أولا ، فيما يتعلق بالحدود والأمن. الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر المتوسط غير محددة، وعلى كلا الجانبين أن يعرف بالضبط المناطق التي تعود لكل منهما. يجب أن يتفقا على خط واحد مرسوم على الخريطة يفصل إسرائيل عن فلسطين وعلى نتيجة تطبق الحل القائم على دولتين مع حدود فلسطينية دائمة مع إسرائيل والأردن ومصر. -ثانيا ، بشأن اللاجئين. هذه مسألة صعبة وعاطفية ، ولكن يجب أن يكون هناك حل عادل ودائم يلبي احتياجات الطرفين. -ثالثا ، بشأن المستوطنات. مصير المستوطنات القائمة هي قضية يجب التعامل معها من جانب الأطراف جنبا إلى جنب مع قضايا الوضع النهائي الأخرى. ولكن دعوني أكون واضحة : إن موقف الولاياتالمتحدة بشأن المستوطنات لم يتغير ولن يتغير. مثل كل الإدارة الأميركية على مدى عقود ، نحن لا نقبل مشروعية استمرار النشاط الاستيطاني. -وأخيرا ، بشأن القدس التي تعتبر ذات أهمية عميقة لليهود والمسلمين والمسيحيين في كل مكان. بالتأكيد لن يكون هناك سلام من دون اتفاق عليها ، إنها الأكثر حساسية من جميع القضايا. ولم يتضمن خطاب هيلاري أي دعم للخطوات التي اقترحها كثيرون في واشنطن وفي العالم باعتبارها خطوات قادرة على أن تقدم مخرجا حقيقيا من الجمود الراهن. فقد تحفظت كلينتون على جهود الفلسطينيين بانتزاع اعتراف عدد من الدول بالدولة المستقلة أو طرح القضية على الأممالمتحدة بقولها "إن الجهود الأحادية في الأممالمتحدة تزعزع الثقة كما إن التحركات المستفزة في القدسالشرقية تثمر ثمارا عكسية. ولن تخجل الولاياتالمتحدة من إعلان ذلك". كما إن كلينتون لم تظهر دعما للرأي القائل إن على الولاياتالمتحدة أن تعلن موقفها من ملامح التسوية النهائية عن طريق إعلان ما وصف بمبادئ أوباما أي الرؤية الأميركية للحل النهائي. فقد اكتفت بالقول إنه "خلال المفاوضات الخاصة بيننا وبين الطرفين سنقدم نحن من جهتنا أفكارنا الخاصة واقتراحاتنا لجسر الخلافات حين يكون ذلك مناسبا". وكانت كلينتون قد عقدت اجتماعا مطولا مع مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي اسحاق مولخو مساء الخميس ثم اجتمعت بكل من وزير الدفاع الإسرائيلي آيهود باراك وزعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني يوم الجمعة بالإضافة إلى لقاء مع كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض. وقدم باراك رؤية للحل النهائي تتضمن تقسيم القدس إلى "شرق لهم وغرب لنا" حسب قوله، كما أعرب عن إصرار إسرائيل على التوصل إلى تسوية وتقديرها للجهود الأميركية التي تواصل دعم التحرك نحو حل.