في الوقت الذي تمر العلاقات الأميركية الباكستانية بمرحلة متوترة، وتراجع ملحوظ في التعاون الإستراتيجي، نتيجة اتهام واشنطنلإسلام أباد بدعم مقاتلي طالبان، وتوفير ملاذات آمنة لهم، مما انعكس في وقف المساعدات الأميركية المقدمة لباكستان، تحدثت تقارير صينية مؤخرا، نقلا عن مسؤولين، قولهم إن بكين تتحرك بشكل حثيث لبناء قاعدة عسكرية جنوب غربي باكستان، مستغلة تدهور علاقات البلاد مع واشنطن. وأوضحت المصادر أن القاعدة الصينية سيتم تشييدها قرب ميناء «كوادر» في إقليم بلوشستان الباكستاني بمحاذاة الحدود الإيرانية وخليج عمان، في خطوة تعكس رغبة صينية في التوسع الإستراتيجي في منطقة تاريخية للنفوذ الأميركي. وفي حال عزمت بكين على المضي في بناء هذه القاعدة، فستكون الثانية لها في منطقة الشرق الأوسط، عقب القاعدة العسكرية التي شيدتها في جيبوتي، وعدّها مراقبون مزاحمة للنفوذ الأميركي في المنطقة أسباب التدهور يأتي ذلك، في وقت شهدت العلاقات الأميركية الباكستانية تدهورا ملحوظا في الأسابيع الماضية، إذ أعلنت الخارجية الأميركية، مؤخرا، وقف مساعداتها الأمنية المخصصة لباكستان، حتى تتخذ إسلام أباد إجراءات ضد طالبان الأفغانية وشبكة حقاني، اللتين تعتقد واشنطن أنهما تزعزعان استقرار المنطقة -حسب تعبيرها- فيما اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترمب، باكستان، بإعطائها مساعدات دون الاستفادة منها، وصرفها في دعم جماعة طالبان التي تستهدف القوات الأميركية في أفغانستان. من جانبهم، يرى مراقبون، قرار تصويت إسلام أباد برفض اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، أواخر العام الماضي، منعطفا كبيرا في تدهور العلاقات، خاصة أن واشنطن هددت بقطع مساعدتها لجميع الدول التي ستصوت برفض القرار. ضياع النفوذ الأميركي أكدت تقارير غربية أن غياب واشنطن عن عدة مناطق إستراتيجية في العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، ربما يفسح المجال لاستثمارها لمصلحة الصينوروسيا اللتين تملكان مصالح جيواستراتيجية في المنطقة. ولفتت التقارير إلى أن القاعدة الصينية المرتقبة في باكستان، تأتي في ظل تدهور علاقات واشنطنوإسلام أباد، وهي خطوة تصب في مصلحة النفوذ الصيني المتعاظم، سيما أن الغياب الأميركي في تسوية الأزمة السورية، استثمرته روسيا في بسط نفوذها، وهي ورقة أخرى ضائعة أمام النفوذ الأميركي. من جهتها، كانت باكستان أجرت خطوات ملحوظة في الآونة الأخيرة لتحسين علاقتها مع أفغانستان، إذ أجرى مسؤولون من البلدين زيارات ثنائية، وشملت موضوعات تجارية وسياسية وثقافية، إلى جانب مناقشة مشكلة اللاجئين الأفغان في باكستان. تحركات صينية في المنطقة - بناء قاعدة عسكرية في باكستان - استثمار الغياب الأميركي - تعزيز العلاقات مع دول المنطقة - تسليح الدول الحليفة