أحمد زويل، آينشتاين العرب، وصاحب الإنجاز النوبلي الذي تسارع في لمح البصر -بل أقرب- حتى لحق بالتفاعل الكيمائي وروابطه، وصوره لنا مكرّ مفرّ مقبل مدبر معا.. كمشهود علم حطه الدليل بمقلي. وفي صورة حية كثيرة الأبعاد. يقول هذا العبقري «إن المثلث اللازم لتحقيق نهضة علمية.. اقتصادية.. سياسية. هو العلم والتكنولوجيا والمجتمع. ومن هذا المنطلق وتناغما مع رؤية (2030) التي يتبناها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان -حفظه الله- في نظرة ثاقبة وبعيدة المدى، تعود بالنفع على بلدنا خصوصا والعالم العربي والإسلامي عموما. جامعة كاوس ومدينة نيوم الحالمة هما دعوتان جزئيتان وعبقريتان، تُحصَد ثمراتهما في 10 سنين، وهي أفضل وأكثر واقعية من محاولات القفز الشمولية والطموحات الأوسع التي لن تتحقق، أو أنها ستكون بعد قرون! لا سيما ممن يريد المقارنة بعملاقة التكنولوجيا والعلم أميركا وبين العلم والتكنولوجيا في البلدان العربية. هذه القفزات الجزئية قابله لنسخ والتعميم بعد ذلك. هناك كثير من الفجوات والحواجز لدينا. فمشكلتنا الحقيقية هي الإدارة العلمية المغيبة، أيضا تعقيدات البيروقراطية، وضعف الاهتمامات العلمية والتشجيع، فالخوف والفوضى والأيديولوجيا القاتمة لا تصنع الإبداع. وهناك أوجه قصور فنية وتكنولوجية ثم بنيويه في مشروع النهضة أو مستقبل النهضة العلمية، وبعضها في صميم التربية، ومن ذلك النظرات البائسة، المعتقدة بأن الموهبة عملة نادرة ولا يمكن أن تبنى، كذلك عدم الإيمان بتوطين العلم والتكنولوجيا محليا!. ولهؤلاء نقول ماليزيا وإندونيسيا مع الإدارة الرائعة وبإمكاناتها الأقل منا بكثير، أصبحت صناعيا وإنتاجيا أفصل منا بكثير، والإيمان بعصر العلم أن الأمة التي لا تزرع ما تأكل ولا تصنع بما تحارب لن تفلح. وأخيرا ينبغي للحاق بمستجدات العلوم والمعرفة الحديثة، ففي الوقت الذي استجدت فيه علوم الغرب ما زال العرب على العلم الكلاسيكي أو القديم منها، ما موقعنا من الإعراب مع علم الفيمتو، الجينوم، النانو، الاستنساخ البشري، الحواسيب الصغيرة.. الخ. ثم يجب أن نعي بضرورة التخصص، فالعلم والعلوم بحر لا ساحل له، ولا يمكن أن يضيف شيئا من تشتت به الطرق. قال تعالى: «وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه». صافي القول إجمالا بعد هذا التفصيل، نهضة العلم تكون في قاعدة تكنولوجية وتربوية، فلا تكنولوجيا بلا علم ولا علم بلا تعليم.