الكرم المادي والأخلاقي في الحياة الزوجية يهب الزوجة ارتياحاً نفسياً لاستمرار الحياة بكل هدوء واطمئنان، كن ليناً حنوناً عطوفاً بما تحمل هذه الكلمات من معنى، الزوج المثالي، شهم وفي، متسامح، بعيد النظر، كل نساء العالم هدفهن واحد، وهو أن يبقى الرجل لها وحدها فقط، وهذا شبه مستحيل! ولهذا من الضروري في ثقافة الحياة الزوجية أن نجعل العلاقة بين الزوجين مبنية على الأفعال لا على الأقوال فقط. عبروا بكل ما تؤمنون بالحب بالفعل، فهو أجمل وأبلغ وأشبع للعواطف، فالحب صدقوني أكبر مما نتصور. الحب في الحياة الزوجية عملية تراكمية، تكون أكثر صلابة مع مرور السنين إذا فهما معنى الحياة، الخلافات تكشف مقدار التجاوب في تقبل المشكلة من عدمها، وبالتالي أرى أن من الحب أن تقدم الزوجة تضحيات أكثر من الزوج. غالبية المتزوجين في الوسط الاجتماعي المحلي يعيشون حالة من الفتور العاطفي، والأسباب تعود بشكل أو بآخر إلى عدم إيجاد منطقة وسطى للتفاهم، والسباق نحو تصيد الأخطاء وتضخيمها حد التورم، نحتاج واقعاً لنشر ثقافة الغفران في محيطنا الأسري، وأن نجعل مسافة التفاهم والوعي بيننا أكبر وأوسع، فما الحب إلا غفران الذنوب، وغض الطرف قدر الإمكان والمسامحة على قدر المحبة. الخلافات الزوجية تبدأ غالباً صغيرة، وتكبر بتجاهل الطرفين، مما يؤدي إلى صعوبة الحل، وتراكم المشكلات، وتصبح أكثر تعقيداً، مما يؤثر سلباً على الزوجين. نعم لا يخلو أي بيت من المشاكل حتى لو كانت العلاقة رومانسية ومبنية على الحب والتفاهم إلا أن أسلوب الحوار الهادئ هو مربط الفرس لحلها بكل أمان وسهولة. مشاكلنا الزوجية تدور حول تفهم قيمة كل واحد للآخر، بمعنى احترام ثقافته وأخلاقه وقيمه، فكل إنسان له قيم إنسانية وثقافية مختلفة عن الآخر، اكتسبها بحكم التربية والبيئة والتعليم والخبرة، المشكلة تكمن أن كل واحد منا يرى نفسه على صواب وغيره على خطأ، ثقافة الاستماع لها تأثير قوي جداً في حل الكثير من المشاكل الزوجية، وهو فن يحتاج إلى ممارسة ومهارة يكتسبها الإنسان بالأيام والسنين. يقول الله سبحانه وتعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، ولذلك فإن هذه العلاقة تختلف في مضمونها وفي طبيعة التواصل بين الزوجين عن علاقة الصداقة، فهي قائمة على المودة والرحمة. وتكمن أكثر المشكلات الزوجية في عدم تحديد طبيعة وحقيقة المشكلة والاتجاه لعلاجها قبل تحديد الأسباب، ولذا كان لزاماً على الزوجين أن يكونا على وعي بفن التعامل مع المشكلات، وذلك لأنه لا توجد علاقة في حياة الإنسان تعتريها المتغيرات كما يحدث في العلاقة الزوجية. دعونا نفتح قلوبنا لبعض، ولا يركز كل واحد منا على أخطاء الآخر، فما الحياة الدنيا إلا متاع، نحن لن نعيش إلا حياة واحدة، وأنتم من تختارون بين الفرح والشقاء.