كشف مهندسون معماريون أن غالبية المكاتب الاستشارية بدأت في محاولات لمسح ثقافة التصميم والبناء القديم، وكانت الخطوة الأولى بتطوير 70% من المخططات التي يختارها العميل، لافتين إلى أن بعض السلبيات التي تظهر في تصميم المساكن في المملكة هي عدم استغلال المساحات، والهدر في البناء، مما يضيف كلفة إضافية على تكاليف المسكن. وأبرز المتحدثون في برنامج شرفات الذي ناقش أثر التصميم على المساكن في المملكة، ونظمته غرفة الشرقية ممثلة في لجنة الإسكان والتطوير العقاري 12 ديسمبر الماضي، وشارك فيه رئيس مجموعة منزل التسويق للتجارة المهندس مساعد بن عبدالرحمن القفاري، وتركي بن محمد الحصيني من مكتب أي كيو لاستشارات الهندسة المعمارية، ومدير قسم التصميم المعماري بمكتب عبدالمحسن الذياب (مهندسون معماريون) المهندس عبدالمحسن ذياب الذياب.
مساحات فارغة أوضح المتحدثون خلال البرنامج الذي أداره عبدالرحمن المعيبد عضو مجلس الأعمال في الغرفة أن المسكن السعودي طوال تاريخه يفتقر إلى المساحات الفارغة، مشيرين إلى أن بعض أصحاب المنازل يستفيدون من تصاميم المنازل الأوروبية، ولكن بدون تطوير، وفي بعض الأحيان يحاولون التعديل عليها بإلغاء الفراغات، ظنا منهم أنها ستكون أفضل لو تكيفت بهويتنا. ولفت المتحدثون إلى أن المسكن السعودي التقليدي كان يصمم بشكل يستفيد منه الساكن من حيث المساحات المعقولة والاستغلال الأمثل، وإضافة بعض الفراغات اللازمة، مبينين أن التصميم أدخلت عليه بعض التعديلات، حيث تأثر المصممون في البدايات بالأفكار التي جلبها معهم الوافدون من العرب والأجانب، ومنها إضافة البلكون.
توفير نقدي وأشار المتحدثون إلى أن تصميم المسكن بإمكانه توفير مبالغ كبيرة من تكاليف البناء، فإذا اعتبرنا أن المتر يساوي 2000 ريال، وتم اختصار 150 مترا مهدورة من تصميمه فإن ذلك يوفر عليه ما قيمته 300 ألف ريال من تكلفة البناء، مشيرين إلى ضرورة إشراك العائلة عند العزم على بناء بيت العمر، من بداية المشروع عند شراء الأرض وتصميم المنزل، لأن هذا المشروع يعتبر حلم العائلة، فيجب أن يكون لكل فرد رأيه على الأقل في تصميم ما يخصه من مرافق.
إشكاليات المسكن أكد المتحدثون حول إشكاليات المسكن السعودي أنه يعاني من التكرار والتشابه في عناصره الوظيفية، فلو ذهبنا إلى منطقة جديدة مثلا فسنجد منزلا مشابها له في منطقة أخرى ليست بذات المستوى، لافتين إلى أنه من النادر أن تجد منزلا يتكون من دور واحد فقط، كما أن المنازل تفتقر إلى المرافق الخاصة مثل مكتبة أو مختبر أو أي مرفق يعبر عن اهتمامات صاحب المنزل الخاصة. وفي الختام شدد المتحدثون على أن الملحق هو المجلس الرئيس وباقي المنزل لك ولأسرتك، والضيافة أصبحت لها حلول عديدة، وغالبية الناس تستضيف خارج المنزل، إما في مطعم أو مقهى أو استراحة.