لم تعد مشكلة عزوف الجيل الجديد عن القراءة والإثراء المعرفي، هماً محصوراً في الحالة الثقافية السعودية لدى الكيانات المؤسسية أو المثقفين عموماً، والتي تأتي كحالة جدلية نقاشية ضمن ندوات وورش عمل الدورتين الماضيتين لمعرض جدة الدولي للكتاب. الملاحظ في طبيعة منظومة البرنامج الثقافي لمعرض الدورة الثالثة، خروجها من صندوق الرتابة والتوصيات حيال جدلية أسباب عزوف الشباب عن القراءة، عبر تقديم مسارات مختلفة بشأن ذلك، من خلال استعراض تجارب وتطبيقات الجيل الجديد التي أثبتت جدواها وجديتها في الإثراء المعرفي والقراءة بين أبناء جيلهم. المكون المعرفي فعالية «مؤتمر القرَّاء»، تعد أحد المكونات الجديدة، التي تراهن عليها لجنة المعرض الثقافية، لإعادة الاعتبار للقراءة والمعرفة بصورة مغايرة لم يعهدها الشباب في فعاليات معرض الكتاب. عضو اللجنة الثقافية بالمعرض جواهر الزهراني، تشير في حديثها إلى «الوطن» إلى أن «مؤتمر القرَّاء»، يؤسس لتجمُّع معرفي لعرض مبادرات فريدة وأفكار ملهمة في حقل القراءة والكتابة من خلال أسلوب الإلقاء والعرض المباشر لمدة تتراوح ما بين 7-10 دقائق. وأوضحت الزهراني، أن الأسماء التي ستشارك في مؤتمر القراء تم اختيارها بعناية فائقة من بين أسماء كثيرة، وكان معيار التفضيل أن تكون شخصيات مؤثرة أسهموا من خلال تجاربهم ومبادراتهم في تبني اتجاهات إيجابية نحو القراءة، ورفع مستوى الوعي بقيمة الكتاب، ونشر قيم الجمال والإبداع. المشاركون في المؤتمر الذي سيعقد في 21 ديسمبر الجاري على مدار 3 ساعات متواصلة سيضم نخبة مميزة من الناشطين في حقول ثقافية متنوعة ك«القراءة، والنشر، والتدوين، والفنون البصرية، وتطبيقات القراءة والكتب»، سيطرحون تجاربهم عبر تناول موضوعات ذات صلة بالقراءة والكتب والنشاط الثقافي بصورته الأشمل. الرؤى الفكرية رئيس اللجنة الثقافية بالدورة الثالثة لمعرض جدة الدولي للكتاب حسين بافقيه، يرى أهمية استعراض تجارب الشباب في تشكيل الإثراء المعرفي والقراءة، وأهمية عرض رؤاهم وتطبيقاتهم للجيل الحالي والماضي من المثقفين. الكاتب والناقد الأدبي بافقيه دافع في سياق حديثه إلى «الوطن» عن بعض ما يشاع من استبعاد المخضرمين من المثقفين السعوديين في تجارب الإثراء المعرفي والقراءة، مؤكداً أن الدكتور سعيد السريحي سيكون ضيف اللقاء المفتوح حول حياته في القراءة. إلا أنه عاد وأكد أن صياغة منظومة البرنامج الثقافي تستهدف الشباب، وبخاصة أنهم يشكلون نسبة 60% من الديموغرافية السعودية، لذا فإن استعراض تجاربهم ورؤاهم في الإثراء المعرفي يمثل حالة مهمة، وبخاصة أن جميع ما سيعرض في «مؤتمر القرَّاء»، أثبت نجاحه وبجدارة.