بعد يوم واحد فقط على بيان المجموعة الأوروبية الداعمة للبنان الذي انعقد في باريس، وشدد على أهمية تنفيذ القرارين الدوليين 1701 و1559 المتعلقين بموضوع نزع السلاح، فضلا عن دعم تسوية سياسة «النأي بالنفس» عن الصراعات الإقليمية وتحييد لبنان، تم الكشف خلال الساعات الماضية عن فيديو نشرته قناة «العهد» التابعة لزعيم «عصائب أهل الحق العراقية»، المنضوية ضمن الحشد الشعبي الموالية لإيران، قيس الخزعلي باللباس العسكري، مستعرضاً «قواه» عند الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وتحدث الخزعلي في الفيديو مفاخرا «بأنه وميليشياته على أتم الجهوزية لمؤازرة حزب الله»، في إشارة إلى أن كلتا الميليشياتين مدعومتان من إيران. وتبين أن الفيديو جرى تصويره قبل 6 أيام، وهو يشكل مخالفة للقوانين اللبنانية، استدعت قيام رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري باتصالات مع القيادات العسكرية والأمنية المعنية لإجراء التحقيقات اللازمة، واتخاذ الإجراءات التي تحول دون قيام أي جهة أو شخص بأية أنشطة ذات طابع عسكري على الأراضي اللبنانية، ودون حصول أعمال غير شرعية، ومن بينها ما جاء في الفيديو، كذلك منع زعيم عصائب أهل الحق من دخول لبنان. تساؤلات مشروعة قال عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار نوفل ضو، إن الموقف الذي اتخذه الحريري من جولة مسؤول إحدى الميليشيات العراقية في الجنوب باللباس العسكري جيد، متسائلا عن كيفية السماح بدخول زعيم «عصائب أهل الحق العراقية»، برفقة لبنانيين باللباس العسكري في منطقة عمل القوات الدولية، وما هي التدابير في حق من دعاه ورافقه وخرق القرارين 1559و 1701 والدستور والقوانين اللبنانية؟». وذكر وزير العدل السابق أشرف ريفي في تغريدة له «إن جولة الخزعلي على الحدود اللبنانية برعاية حزب الله رسالة تحدّ، وضرب لسيادة لبنان والقرارات الدولية، وهي تنسف النأي بالنفس ومفاعيل مؤتمر باريس، وتؤكد أن السلطة الحقيقية بيد حزب الله ، فهل بات لبنان جمهورية للحشد الشعبي بغطاء رسمي، وما هو موقف الرئيسين عون والحريري؟. مخاوف القوى اللبنانية عبرت قوى سياسية لبنانية عن مخاوفها من مغامرات «حزب الله» العسكرية، ومن التدخلات الإيرانية التي قد تؤدي إلى حرب غير منتظرة عبر الحدود مع إسرائيل، وترك لبنان ساحة فوضى لميليشياتها الآتية من العراق وسورية والموجودة في لبنان، مشيرة إلى أن ما قام به زعيم «عصائب أهل الحق العراقية الموالي لإيران أمر خطير، وتخطّ واضح ل»الدولة» في لبنان، لاسيما أنه جاء بعيد اعتبار الولاياتالمتحدة على لسان رئيسها دونالد ترمب القدس عاصمة لإسرائيل. وتخوفت القوى السياسية من خطوات «إذا حصلت» واتخذها حزب الله في الجنوب اللبناني ستكون نتائجها «تدميرية» على لبنان، مثلما حصل في عام 2006 خلال حرب تموز التي دمرت فيها إسرائيل مناطق بأسرها.