أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» عن إدراج فن «القط العسيري» (فن تزيين جدران المنازل في منطقة عسير) ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة الدولية التابعة للأمم المتحدة. جاء ذلك خلال الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي في جزيرة «جيجو» في كوريا الجنوبية خلال الفترة 4 الى 9 ديسمبر الجاري، بحضور مندوب المملكة الدائم لدى «اليونسكو» الدكتور إبراهيم البلوي ومدير عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث عبدالرحمن العيدان وفريقي عمل الجمعية والمندوبية، حيث انتهت مناقشة الملف المقدم ل»اليونسكو» بالموافقة على تسجيل عنصر «القط العسيري» في القائمة التمثيلية الخاصة بهذا النوع من التراث الثقافي لدى المنظمة. وبهذا تسجل المملكة العربية السعودية ثالث عنصر لها على لائحة التراث غير المادي «الشفوي»، بعد نجاحها في تسجيل فني العرضة والمزمار. وكان حساب اليونيسكو على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد غرد ب«القط العسيري، فن نسائي يتم خلاله زخرفة الجدران الداخلية للمنازل في منطقة عسير بالمملكة العربية السعودية، ويعدّ من الفنون التي دخلت قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي» مجهود إيجابي باركت رئيسة مجلس إدارة الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الأميرة عادلة بنت عبدالله بن عبدالعزيز، للوطن هذا الإنجاز الثقافي والتراثي الهام، مقدمة الشكر لشركاء الجمعية في تسجيل هذا الملف لدى «اليونسكو» وهم المندوبية الدائمة للمملكة في «اليونسكو» ووزارة الثقافة والإعلام والمجتمع المحلي العسيري، إضافة إلى فريق عمل #نحن تراثنا. وأوضح المندوب الدائم للمملكة لدى «اليونسكو» الدكتور ابراهيم البلوي، أن المندوبية عملت على هذا الملف مع بارك لوطننا الغالي هذا الإنجاز بتسجيل ملف القط العسيري، لقد عملنا جمعية #نحن تراثنا ووزارة الثقافة والإعلام إضافة إلى التنسيق مع الدول الأعضاء في «اليونسكو» لضمان تسجيل الملف. فيما أكد مدير عام الجمعية السعودية للمحافظة على التراث عبدالرحمن العيدان، فخر الجمعية بشراكتها المثمرة مع وزارة الثقافة والإعلام والمندوبية الدائمة لدى اليونسكو والمجتمعات المحلية في تسجيل ثلاث ملفات وطنية وهي «العرضة» و»المزمار» و»القط العسيري».
جمع المعلومات
قال مدير فرع الجمعية في عسير إبراهيم آل مسفّر الألمعي: «منذ عامين والجمعية السعودية للمحافظة على التراث تسعى إلى تهيئة ملف فن القط العسيري، بالتعاون مع وزارة الثقافة لتسجيله ضمن الفنون غير المادية باليونيسكو. وبتعاون من الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وإمارة عسير وفريق عمل من المجتمع المحلي ومنهم: علي مغاوي، أحمد نيازي، يحيى مفرح، ومجموعة من أبناء وبنات المنطقة، بتنسيق وإشراف الجمعية. وقد تم عقد عدة ورش في الرياضوعسير، وزيارات ميدانية لغالب المواقع التي ما زال بها نماذج للقط، كما يسمى في السراة أو الزيان في رجال ألمع. وجمعت مادة من المراجع عربية وأجنبية لعدد من الباحثين السعوديين والعرب والأجانب، وأيضا مساحات ميدانية، وتوثيق كامل، مما يدعم الملف ويصل إلى تكامل العناصر المطلوبة لتقديمه إلى اليونيسكو حسب المتبع، حتى تحقق النجاح، وأصبح القط فنا عالميا. بيئة متنوعة وملهمة أوضح عضو مجلس ألمع الثقافي، الأديب علي مغاوي، أن تسجيل فن القَطّ في منظمة التراث العلمي بدأ من ملامح ألوانه المدهشة ومن أشكال مفرداته الفنية الموحية في رواق بيئة متنوعة وملهمة أيضا، وقد انطلق العمل على تسجيله في اليونيسكو من فكرة طالما راودت المهتمين به المقدرين لهذه الثقافة الفنية، وعزز هذه الفكرة تطلع الجمعية السعودية للمحافظة على التراث الوطني، وأيضا الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وتعاون المجتمع المحلي، بإثراء الملف بالمعلومات والصور ومرافقة القائمين على الملف، وكان لممثلينا في اليونيسكو أيضا دور مهم.
القط والتراث غير المادي يعدّ القط من التراث الثقافي غير المادي، أو ما يُعرف أيضا باسم التراث الحي ينمي هذا التراث لدى المجتمعات الإحساس بهويتها يسهم في إدارة البيئات الطبيعية والاجتماعية ويدرّ الدخل - يدخل ضمن ما يُسمى «معارف السكان الأصليين» مراحل ملف القط العسيري إلى اليونيسكو بدأت الفكرة باعتماد فن القط العسيري لتقديمه إلى اليونيسكو في يناير 2017 تم تشكيل فريق عمل لجمع المعلومات المحلية والعالمية عن القط استكملت جميع العناصر والمعلومات في الملف تم التنسيق بين الجمعية ووزارة الثقافة والإعلام لتقديم الملف رسميا إلى اليونيسكو تمت الموافقة على تقديم الملف ومناقشته في اللقاء السنوي لليونيسكو في 6 ديسمبر 2017 تمت الموافقة بالتصويت على اعتماد تسجيل القط العسيري ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي غير المادي