فيما أعلن البيت الأبيض، أول من أمس، أن الرئيس دونالد ترمب أجّل نقل السفارة الأميركية إلى القدس لوقت لاحق، حذّر مجلس الجامعة العربية، أمس، الولاياتالمتحدة من الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مضيفا أن هذا الموقف سيمثل «اعتداء صريحا على الأمة العربية». وكان قد تردد أن الرئيس ترمب سيعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، لكنه لم يتخذ قرارا بعد، حسبما أفاد جاريد كوشنر صهره ومبعوثه للسلام في الشرق الأوسط الأحد الماضي. وذكر مسؤول كبير في الإدارة الأميركية الأسبوع الماضي أن ترمبربما يصدر مثل هذا الإعلان اليوم. وقال مجلس الجامعة العربية في بيان، بعد اجتماع غير عادي على مستوى المندوبين في مقر الجامعة بالقاهرة، إن أي اعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، أو إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، اعتداء صريح على الأمة العربية، وحقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاك خطير للقانون الدولي. وأضاف البيان، أن من شأن الاعتراف غير القانوني بالقدس عاصمة لإسرائيل أن ينسف فرص السلام وحل الدولتين وتعزيز التطرف والعنف. وطالب المجلس، الولاياتالمتحدة وجميع الدول بالالتزام بكل قرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي المتعلقة بالقدس ومبادئ القانون الدولي «التي تعتبر كل الإجراءات والقوانين الإسرائيلية المستهدفة تغيير الوضع القانوني والتاريخي لمدينة القدسالشرقية ومقدساتها وهويتها وتركيبتها الديموغرافية، لاغية وباطلة». عواقب وخيمة دعا الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، أمس، الولاياتالمتحدة إلى الامتناع عن أية مبادرات من شأنها أن تفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية. وقال أبو الغيط في مستهل اجتماع الجامعة العربية، إن مثل هذا «الإجراء الخطير ستكون له عواقب وتداعيات»، مضيفا أن «العبث بمصير القدس، بما لها من مكانة في قلب كل العرب، من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية في العالمين العربي والإسلامي». وكانت منظمة التعاون الإسلامية التي تضم 57 عضوا، حذّرت أول من أمس، من أن خطوة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل أو إقامة أي بعثة دبلوماسية فيها، يعد اعتداءً صريحا على الأمتين العربية والإسلامية، وانتهاكا خطيرا للقانون الدولي، فيما يعد وضع القدس محل الخلاف الأبزر في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعية إلى عقد قمة استثنائية للدول الإسلامية في حال قررت الولاياتالمتحدة الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل. توقيت غامض يأتي ذلك في وقت، ترى تقارير أن الغالبية الساحقة من دول العالم، بما فيها الولاياتالمتحدة، لا تعترف رسميا بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتصر على ضرورة حل المسألة بالمفاوضات، وهو ما دفع المراقبين إلى التساؤل عن مغزى التوقيت الحالي، ومدى صحة المعلومات الصادرة من البيت الأبيض حول احتمال إعلان ترمب القدس عاصمة لإسرائيل في خطابه المرتقب اليوم. كما تتجه الأنظار الإقليمية والدولية إلى مسألة نقل السفارة الأميركية إلى القدس، في ظل وجود معلومات تفيد بإمكان تمديد هذا القرار لعدم ملاءمته التوقيت الحالي. تجميد القرارات كان الكونجرس الأميركي أصدر عام 1995 قانونا ينص على وجوب الاعتراف بالقدس عاصمةً لدولة إسرائيل، إلا أن الرؤساء المتعاقبين عكفوا على تأجيل المسألة وتجميدها لاعتبارات دولية عدة، إلى جانب حماية مصالح الأمن القومي الأميركي. ومنذ ذلك الحين، قام كل من بيل كلينتون، وجورج دبليو بوش، وباراك أوباما، بصورة منتظمة، بتوقيع أمر تأجيل السفارة مرتين سنويا. ووقع ترمب على مضض على أول أمر بالتأجيل في الأول من يونيو الماضي. أبعاد القرار المرتقب تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية اعتداء صريح على الأمة العربية والحقوق الفلسطينية انتهاك للقانون الدولي ومقررات الأممالمتحدة نسف فرص السلام وحل الدولتين تعزيز التطرف والعنف في المنطقة تأجيج الكراهية في العالمين العربي والإسلامي