نادراً ما تجد لبنانيا في صباحية بيروت لا يستمع لأغاني فيروز خاصة بعد الفجر والشروق، لأنها تمثل لهم "شروق وتفاؤل المستقبل، ولأن صوتها مفعم بالأمل الواعد، فكلماتها بسيطة وألحانها دافئة"، كما يعبر بذلك عدد من الشبان اللبنانيين، وعلى غرار "الأمل الصباحي الفيروزي "، انطلقت منذ الصباح الباكر أمس ورشة عمل حملت عنوان "العالم يرسم المستقبل.. دور الشباب العربي"، استمرت لساعات، وبمشاركة شباب وشابات منتمين ل 23 دولة عربية، يأتي ذلك على هامش المؤتمر التاسع لمؤسسة الفكر العربي بالعاصمة اللبنانية بيروت الذي يفتتح رسمياً اليوم الأربعاء ويستمر لغد التاسع من ديسمبر، برعاية من الرئيس اللبناني ميشال سليمان، وأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس مؤسسة الفكر العربي الأمير خالد الفيصل. الشباب .. علامة فارقة الجديد في مؤتمر "فكر 9"، أن المؤتمر التحضيري للمؤتمر الحالي، شكل علامة فارقة في مجال إشراك الشباب في صنع القرار داخل مؤسسة الفكر العربي، ففي شهر مايو الماضي 2010، حيث انعقدت ورشة عمل خاصة بالشباب في بيروت بحضور رئيس اللجنة التنفيذية لمؤتمرات فكر الأمير بندر بن خالد الفيصل، نتج عنها انضمام أربعة من الشباب المشاركين إلى الهيئة الاستشارية بمؤسسة الفكر. وفي سؤال وجهته "الوطن" لمسؤولة برنامج الشباب بمؤسسة الفكر العربي زينة كرامي، أكدت" أنهم بدأوا في مشروع الورش الشبابية، منذ ست سنوات بممكلة البحرين، حيث هدفت الورش إلى استقطاب الشباب من مختلف الدول العربية، ليتبادلوا التجارب والخبرات، وإلى معرفة كيف يقرر الشباب مستقبلهم، ويكون لهم دور تغييري، لينطلقوا بأفكارهم التغييرية القيمية نحو مجتمعاتهم". السفراء الشباب وكشفت كرامي في معرض حديثها أن مؤسسة الفكر شرعت في تقديم عدد من البرنامج كان آخرها برنامج "سفراء شباب الفكر العربي"، والذي قدم 31 سفيرا شاباً، يمثلون الدول العربية"، مشيرة إلى أن "المبادرات التي يطلقها شباب مؤسسة الفكر عادة ما تدعم من بعض الجهات التي تتبناها". وبحسب "الإضبارات الرسمية لمؤسسة الفكر العربي" فإن مبادرة سفراء شباب الفكر العربي، هي مبادرة جديدة أطلقتها المؤسسة للتواصل مع الأجيال العربية الشابة، ولتكوين نموذج من الشباب المثقف الذي يعنى بقضايا الأمة، ويشارك في صنع القرار، ويسهم في مسيرة التطور،وهو البرنامج الذي أطلقته المؤسسة على هامش احتفالها بمرور عشر سنوات على إطلاقها، اعترافاً منها بأهمية الدور الذي يلعبه الشباب تجاه المجتمع العربي والعالم. وتحدثت كرامي عن المواصفات التي يجب أن يتمتع بها السفراء الشباب ومنها "أن يكون غير منتم لأي حزب سياسي، وغير محكوم عليه بأي جنحة أو جناية يعاقب عليها القانون، وأن يكون خارج الانتماءات العشائرية والطائفية، وقدرته على نقل رؤيته ومفاهيمه الاجتماعية إلى حقل الممارسة، والخبرة والكفاءة في العمل والانخراط الاجتماعي، وهو الأمر الذي يتطلب صفات شخصية على درجة كبيرة من الأهمية مثل النشاط والحماس والأخلاق الحميدة". الثقة الفيصلية "أمير الشباب" خالد الفيصل كان حاضرا "بروحه" كما يقول الشباب المشاركون بالورشة، حيث عبر الشاب القادم من عاصمة المحاضر العلمية نواكشوط بموريتانيا محمد الأمين ولد عبدالودود عن "الروح الشبابية" التي دعمها الأمير خالد الفيصل، في "صقل جيل من القياديين الشباب العرب، ليرسموا فعلاً ملامح التغيير في مستقبل دولنا العربية حينما منحهم الثقة"، وقال محمد الأمين في حديث خاص إلى "الوطن":"إن العامل الديموغرافي السكاني ينصب لصالح الشباب، أضف إلى أنهم يمتلكون الثقة والثراء الحضاري الكبير، إلا أنهم يفتقدون ثقة الإرادة العربية"، مضيفاً"إن الشباب هم ركن التغيير الحقيقي في أي مجتمع من المجتمعات". حالات الطموح من جهتها أكدت الناشطة الاجتماعية السعودية خريجة جامعة الفيصل بيان حريري في حديثها إلى "الوطن" أن أبرز ملامح ورشة الفكر العربي للشباب" هي تباين جنسيات الشباب العربي، واختلاف مشاربهم الثقافية، حيث قالت"إن ذلك يضفي نوعا من ازدياد البعد المعرفي الثقافي حول خارطة الشباب العربي الفعلية"، مبدية إعجابها حول المبادرات التي طرحت أثناء الورشة، وقالت"إنها مبادرات مؤثرة وتدفع لخلق حالات طموح شبابي عربي بامتياز"، وتقاطعت في حديثها مع زميلها الموريتاني ولد عبدالودود حول ضرورة "منح الثقة والتقدير للمواهب العربية الشابة في خانة التمكين العربي". الشابان الكنديان أثار عرض مبادرة حملت عنوان "من 2 إلى 300 ألف" التي قدمتها مديرة برنامج شباب من أجل التغيير تالا النابلسي، وهي قصة نجاح تتحدث عن شابين كنديين هما جنيفر ومايكل (17 و19 عاماً) وهي تجربة ملهمة ومهمة كي يُحكى عنها وهما وصلا إلى ما يفوق 300 ألف مشترك على موقعهما الإلكتروني حتى الآن، بدأت مبادرتهما عام 2000، حيث قدمت عرضاً مصوراً عن تجربتهما.النابلسي قالت إن موقع جنيفر ومايكل متوفر الآن ب 12 لغة، والموقع العربي الذي افتتحوه عام 2004 يضم 8 آلاف شاب وشابة من مختلف الدول العربية. وأشارت النابلسي إلى أنه "إذا كان الشباب فاعلين في مجتمعهم فهم يفكرون في قرارة أنفسهم أنهم أصحاب قرار، لقد استطاع جنيفر ومايكل أن يصلا إلى أكبر قدر ممكن من الأشخاص في العالم لتغييرهم، فوضعا أفكارهما ورسما الخطة ليقوما بهذا المشروع". وقالت مديرة برنامج شباب من أجل التغيير في حديث خاص إلى "الوطن" إن" الشباب العربي بحاجة إلى تغيير وتجديد نظام التعليم من التلقين إلى التفاعلية"، مضيفة أن" هناك مهارات يفتقدها الشباب العربي من حيث القيادة، والتواصل، والإلقاء أمام الآخرين، بالإضافة إلى فقدانه الديمومة والاستمرارية والانضباط في تطبيق أفكارهم ومبادرتهم"، وشددت النابلسي على خمس نقاط لنجاح الفرد في حياته وهي: "عدم الاستسلام، وعدم الخوف من الفشل، وأن يكون خلاقاً، وأن يؤمن بنفسه، وجديته في إيجاد الحلول للمشكلات". من جهة أخرى أكدت النابلسي أن "شباب وشابات السعودية لهم جهود ومبادرات تعتبر جيدة، إلا أنها بحاجة إلى تنظيم ملموس، للظفر بنتيجة ملموسة".